النتيجة الحتمية لموقف “لا للحرب” موقف في جوهره ضد الجيش ومع المليشيا

منذ بداية الحرب وحتى الآن الجيش يوجد داخل معسكراته وفي حالة دفاع. المليشيا هي من تهاجمه.

ومع ذلك، فإن جماعة “لا للحرب” يهاجمون الجيش وداعميه، وليس المليشيا التي تهاجم معسكرات الجيش واستولت بالفعل على عدد منها وما تزال تحاول الاستيلاء على البقية. تهاجم المليشيا باستمرار معسكرات وحاميات الجيش في العاصمة وفي الولايات ويموت جراء ذلك المواطنين باستمرار. ولكن مع ذلك فالجيش هو المطالب بوقف الحرب، وداعميه هم دعاة ومسعري نار الحرب، وليس المليشيا.

الذي يعتدي على المواطن هو المليشيا، نهبت وقتلت وانتهكت الأعراض وشرد الناس وما تزال تشردهم. وتستخدم احياء كاملة كمناطق عسكرية تهاجم منها الجيش. وحينما يهاجمها الجيش في هذه الأحياء فهو المجرم الذي يريد الحرب بينما المليشيا حمائم سلام.

تصور أن يتحول الشعب السوداني كله إلى دعاة “لا للحرب” بما في ذلك من شُردوا من بيوتهم ودُمرت حياتهم. الجميع يطالب الجيش بإيقاف الحرب والتفاوض، اي بالاستجابة لمطالب المليشيا وحلفها السياسي، في حين أن الجيش طوال هذه الحرب لم يفعل أكثر من الدفاع عن معسكراته ومحاولة تحرير بعض المناطق السكنية. فعلى ماذا سيفاوض جيش محاصر في معسكراته معزول جماهيريا يطالبه الشعب بوقف الحرب، أي بوقف الدفاع عن نفسه. لن يكون هناك ما يفاوض عليه سوى الاستسلام! إستسلام كامل لشروط المليشيا وحلفاءها في “قوى الثورة” ينتهي إلى تفكيك الجيش وتسليمهم البلد بالكامل وهو أمر طبيعي؛ إذ ما فائدة جيش بدون سند شعبي، وبدون مهام، فهو ممنوع حتى من الدفاع عن نفسه!

هذه هي النتيجة الحتمية لموقف “لا للحرب”. موقف في جوهره ضد الجيش ومع المليشيا وهي في حل تام عن اي التزام أخلاقي أو سياسي تفعل ما تشاء لا تُسأل، المشكلة كلها في الجيش وداعميه، يجب عليهم وقف الحرب وسينتهي كل شيء.
ما كل هذا الجنون؟

حليم عباس

Exit mobile version