كيف تحرّك بوتين لترتيب أوراق فاغنر بعد مصرع بريغوجين؟
تحرك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للسيطرة على مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، قبل حتى مصرع قائدها يفغيني بريغوجين في تحطم طائرة قبل أيام، وذلك من أجل ضمان التحكم بشكل كامل في عملياتها الواسعة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ولقي بريغوجين مصرعه مع مساعدين له وقادة بارزين في فاغنر، إثر تحطم طائرة شمالي موسكو، في 23 أغسطس الماضي.
ورفض الكرملين التلميحات إلى أن “بوتين قتل بريغوجين للانتقام من تمرده السابق” على قادة الجيش، ووصفها بأنها “محض كذب”. قال مصدر مقرب لوزارة الدفاع الروسية، ومصدران مقربان من المجموعة العسكرية، تحدثا لوكالة بلومبرغ الأميركية بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إن “أحد المقاولين العسكريين المقربين من وزارة الدفاع، يستعد لتولي عمليات فاغنر في جمهورية أفريقيا الوسطى”.
وبحسب مصدر آخر مقرب من الكرملين، وآخر مقرب من وزارة الدفاع في روسيا، فقد “تقرر خضوع كافة العمليات السرية التي تنفذها فاغنر لقيادات عسكرية روسية”، لينتهي بذلك غطاء السرية وعدم العلاقة بالدولة، الذي سبق ومنحه الكرملين للمجموعة العسكرية، والذي جعل بريغوجين يتجرأ ويقود تمرده في يونيو الماضي.
يأتي ذلك في وقت نشرت فيه صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، تقريرًا عن خطط روسيا لمستقبل مرتزقة فاغنر في مرحلة “ما بعد بريغوجين”.
ويُعتقد، بحسب الصحيفة، أن أندريه تروشيف، وهو مقدم سابق في وزارة الشؤون الداخلية الروسية، قد يكون أحد القادة المستقبليين لفاغنر. وبحسب “واشنطن بوست”، فإن تروشيف يعد أحد الشخصيات العامة القليلة في “فاغنر”، التي “لم تكن مدرجة في قائمة ركاب الطائرة” التي تحطمت وأودت بحياة بريغوجين.
وكان بوتين قد أصدر مرسومًا، الأسبوع الماضي، يلزم جميع عناصر فاغنر وغيرهم من المتعاقدين العسكريين الروس، بأداء “قسم الولاء” للدولة، في خطوة للسيطرة المجموعة.
وجاءت الخطوة في أعقاب زيارة مسؤول روسي بارز بوزارة الدفاع لكل من سوريا وليبيا، من أجل فرض السيطرة الحكومية على العمليات التي تم التعاقد عليها مسبقًا مع فاغنر، قبل مصرع بريغوجين، بحسب تقرير “بلومبرغ”.
ونقلت الوكالة عن الخبيرة بالمجلس الأطلسي بواشنطن، علياء براهيمي، القول: “كان من المتوقع إعادة كبح جماح مجموعة فاغنر المارقة، لكن الخبر السيئ بالنسبة لبوتين هو أن ذلك سيضعه شخصيًا في قفص الاتهام، بسبب انتهاكات فاغنر”.
وقبل مقتل بريغوجين، زار نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكوروف، ليبيا وسوريا، “للتفاوض على تحويل عمليات فاغنر لسيطرة وزارته”، كما قام بـ”زيارة ثالثة إلى ليبيا بعد مصرع بريغوجين”، وفقا لبلومبرغ.
الحرة