اللواء عبدالرحمن الصادق المهدي صديق اعتز بصداقته ، ولكن ما قام به خلال ازمة السودان المستمرة منذ اربعة سنوات كان مدعاة للفخر به أكثر ، لقد كانت تلك الفترة اختباراً حقيقيا للرجال والمواقف، اختبارا ً للاخلاق وللمرؤة وللذمم كانت اختباراً للانسانية ولا صحاب العقول والضمائر ، ونجح عبدالرحمن في ذلك بامتياز ، رفض الخضوع للترغيب بالمال والترهيب حتى من الاقربين ، شُنّت عليه الحملات وتمت محاولات عدة لاغتيال شخصيته !! لكنه صمد وتسامى .
لكن ما فعله عبدالرحمن مؤخراً كان أمراً مختلفاً ، وكريماً وبطوليّاً ، كان يشبه المهدي سيد الاسم ..يشبه الانصار ..انصار الله ورسوله الخُلَّص ، فحين اندلعت الحرب اللعينة ، هرب الجميع ..ومن صمد اخرج عياله ، الا عبدالرحمن وكان يستطيع ان يفعل ، مضى للمدرعات أخطر سلاح ، بالزي العسكري ومعه زوجته واطفاله، الذين رفض ان يخرجوا من بلادهم ، واقام هناك ، ووسط المعارك والقصف كان صغاره ، …
ولم يخرج سوى باوامر قبل يومين ، تم اخلاءه هو واسرته بمغامرة اثق ان صغاره سيتذكرونها طوال حياتهم ،
شكرا ً لسعادة اللواء وهو يذكرنا بمعدن ضابط الجيش السوداني الاصيل ، شكراً لك وانت قبلها تفعل ما يفعله الزعماء وتمسك بأخلاق السودانيين ابناء القبائل وابناء الكرام لم تتنكر لتاريخك ولم تبصق في وجه صحبك ومعارفك ولم تخف وجهك عنهم فوجدوك بينهم في الاتراح والافراح ..ام تهزك الابتلاءات فظللت كما عهدناك هاشاً باشاً كريماً ، هنيئاً للانصار برجلٍ يشرِّفهم. ويفخرون بمواقفه وشجاعته.. ولقد كتبت لابنائك سفراً من الوطنية والبطولة سيحملونه بفخر ….وكما تقول دايماً هذا الارض لنا..لن نتركها ولن نخونها …
سناء حمد