أكد نائب وزير الخارجية السابق السفير علي الحفني، استمرار المساعي والجهود المصرية لإخراج السودان الشقيق من أزمته ووقف نزيف الدماء، ودفع جميع الأطراف إلى عملية تفاوض سلمي تعيد الأمن والاستقرار إلى الجار الجنوبي.
وأوضح السفير الحفني – في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، تعقيبًا على لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، برئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، اليوم الثلاثاء، بمدينة العلمين – أن الحوار بين القاهرة والخرطوم لا ينقطع أبدًا في ضوء العلاقات التاريخية والأخوية بين شعبي نهر النيل، والمصالح الاستراتيجية والأمن القومي الممتد بين البلدين.
ورأى أن اجتماع الرئيس السيسي، بالبرهان، جاء في توقيت بالغ الأهمية بالنظر إلى تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية بالسودان؛ بسبب استمرار المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني من ناحية وقوات الدعم السريع من ناحية أخرى، فضلًا عن تصاعد أعداد القتلى والمصابين ونزوح الملايين من السودانين.
وقال إن مباحثات العلمين تؤكد استمرار التشاور والتواصل بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول التطورات والمتغيرات على المسرح السوداني، منوهًا بالجهود المضنية التي تبذلها القاهرة لحقن دماء السودانيين وإنهاء هذا النزاع الذي يلقي بظلاله على دول الجوار ويهدد أمن واستقرار الإقليم. وأضاف أن مصر لا تكف عن تقديم يد العون لأشقائنا في السودان وتحرص على توفير متطالبات واحتياجات السودانيين وإيجاد ممرات آمنة للسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية إليهم في ظل تلك الظروف الدقيقة، فضلًا عن استضافتها لمئات الآلاف من النازحين الذين عبروا الحدود.
وتابع أن القيادة المصرية تدرك تمامًا تبعات الأزمة بالسودان على دول الجوار، مذكرًا في هذا الشأن بدعوة مصر لقمة “دول جوار السودان” يوليو الماضي بالقاهرة، حيث جمعت زعماء دول الجوار التي تعاني من هشاشة الأوضاع الأمنية بينها وبين السودان ومن جراء نزوح السودانيين إليها.
ونبه من أن مصر تخشى انفلات الوضع بالسودان بالشكل الذي سيؤدي إلى مزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة برمتها، لافتًا إلى أن القاهرة تضطلع بمسؤوليتها العربية والإقليمية وتتحرك من منطلق التزامها تجاه السودان ليس فقط بحكم الجيرة أو ارتباطهما بشريان الحياة نهر النيل، ولكن بحكم الروابط الوثيقة بين الشعبين والبلدين.
وشدد نائب وزير الخارجية السابق، على ضرورة قيام دول الجوار الأفريقي بتنسيق المواقف ودفعها في اتجاه استعادة الاستقرار بربوع السودان، داعيًا البلدان العربية للسعي لإخراج الشعب السوداني من أزمته ودعمه بكافة الأشكال في ظل تلك المرحلة الصعبة التي يعيشها.
يشار إلى أن زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى مصر تعد الزيارة الأولى له خارجيًا منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل الماضي.
صحيفة اليوم السابع