القراءة الأولية لخطاب البرهان تقول بأن الخطاب مثل صفعة قوية على خد الحرية والتغيير، وان مضمونه اعلانا لحقيقة معلومة من واقع الميدان، وهي بأن استراتيجية الجيش تقوم على سحق القوة المتمردة وإنهاء التمرد،
ولكن الناظر للمشهد الكلي يثير فضوله تناقض هذا الخطاب مع قبول الجيش بمنبر جدة للتفاوض، والتأويل للقبول ليس مرهقا ولا يحتاج إلي عبقرية، فالجيش يري في منبر جدة طريقا لمسار واحد وهو استسلام القوة المتمردة، مع شروط وضمانات معلومة في مثل هذه المفاوضات ،
وعليه فإن أحلام اليقظة التي حاولت قوي الحرية والتغيير ان تجعلها حقيقة بخطاب بائس من حزب الأمة وياسر عرمان موجه للفريق البرهان بعد خروجه، رد عليها الرجل بحسم يشبه طبيعة الصراع على الارض، مسار جدة ليس منصة للتفاوض السياسي وإنما تفاوض لإنهاءالحرب، أتمني أن يصدق البرهان في أقواله وان لا يسقط في أول اختبار لهذه الأقوال في ميدان الحقيقة.
علي عثمان