انتصار الجيش سياسا بتفاوض إملاء إرادة أو عسكريا عبر الحسم العسكري البري يعني ضمان شرط أن يكون مشهد انتقال ما بعد الحرب وطنيا خالصا.
أي دولة في الأقليم تريد أن يكون لها رافعة على سودان ما بعد الحرب سيكون من مصلحتها أن تكون العملية السياسية لإنهاء الحرب هي ذاتها العملية السياسية لابتدار انتقال ما بعد الحرب.
من مصلحة تيار السيادة الوطنية أن يضع في مقدمة أجندته جند الفصل المفاهيمي والإجرائي بين أي عملية سياسية لإنهاء الحرب والعملية السياسية لابتدار انتقال ما بعد الحرب لضمان أن يكون انتقال ما بعد الحرب انتقالا بإرادة سودانية وأجندة وطنية خالصة.
العملية السياسية لإنهاء الحرب هي بمثابة تفاوض استسلام للدعم السريع لها طرفان حصرا هما الدولة السودانية ممثلة في سلطة الأمر الواقع وقادة المليشيا، ولها جند واحد هو التوفيق العسكري لاستسلام المليشيا. أما العملية السياسية لإنهاء الحرب فهدفها ينبغي أن يكون ابتدار عملية سياسية تقود لتوافق وطني تأسيسي يعلن حرب إبريل كخاتمة لسودان ٥٦ على التحقيق بإرادة وطنية خالصة ودون أدنى تدخل دولي أو أقليمي.
يا أخوانا المشهد السياسي من ٢٠١٩ كان ولا زال مصاغ بالكامل بأجندة خارجية. سئمنا ضياع الإرادة والسيادة الوطنية ومحتاجين حقيقة لاستعادتهما. وهو ما لا يمكن أن يحدث بتجاوز أي فصيل سياسي أو تجاوز أي مبدأ عادل: اجتراح أي شرعية غير الشرعية التوافقية كالشرعية الثورية أو شرعية الحرب أو تجاوز المبادئ العادلة يعني بالضرورة استدعاء الخارج للاستقواء على الداخل، وهو ما لا ينبغي أن يحدث لو أننا أدركنا درس سودان ما بعد الاستعمار عموما ودرس هذه الحرب خصوصا.
عمرو صالح يس