ستكون دماء شهداء معركة الكرامة قد ضاعت هدراً إذا استمرت الحلول السياسية تأتينا من الخارج، وقوانا السياسية تذهب للتحاور في دول الجوار.
مشكلة السودان الكبيرة حالياً هي عدم وجود قيادة وطنية موثوق بها تعبر عن إرادة الشعب السوداني وعن تطلعاته. حقيقة البرهان ليس هو القيادة المطلوبة. فالبرهان، للأسف الشديد، مشكوك في ولاءه وفي وطنيته. هذه حقيقة. أنا لا أقول أنه خائن قطعاً ولكن هناك شكوك كبيرة لدى قطاعات واسعة وعدم ثقة فيه. وهناك قلق دائم وخوف من تصرفاته.
الناس الذين ساندوا والجيش ووقفوا معه في هذه الحرب بما في ذلك أولئك الذين قدموا أرواحهم يشعرون بقلق وخوف دائم من غدر البرهان.
ما من وطني شريف في هذه البلد إلا وهو قلق من البرهان. شعور سيء أن يكون قائد الجيش وقائد الدولة مصدراً للقلق لدى شعبه وليس مصدراً لثقة والطمأنينة، والجميع يخافون أن تبيعهم وتبيع البلد كلها من أجل مصلحتك الشخصية.
الناس دعمت البرهان ووقفت معه لا في شخصه ولكن في رمزيته كقائد للجيش وكرئيس للبلد، ولكن بدون ثقة في شخصه، ودون أن يعرفوا بشكل جازم إن كان خائناً أو رجلاً وطنيا مخلصاً.
نحن بحاجة إلى قيادة يثق فيها الشعب السوداني ويطمئن بأنها لا يمكن أن تبيعه. قيادة يشعر معها بأن البلد في يد أمينة وليس في يد مشبوهة مثيرة للريبة والشك باستمرار أكثر من أي شعور آخر.
حليم عباس