راشد عبد الرحيم: أحاديث الموتي

ونعني بالموتي الذين ماتوا فعليا والذين ماتوا وطنيا ، كل هؤلاء علت أصواتهم بعد الإنتصارت الكبيرة من خروج الرئيس البرهان من القيادة العامة وما يجري من تنظيف الأرض من البغاة المتمردين .

خرجوا أمس وعلي لسان ( الغائب ) حميدتي ولأول مرة يخرج حديث لهم وهو يخلو من التعرض للبرهان ويحمل أيضا ما أسموه رؤية سياسية ، كل الذين شاهدوا وسمعوا حميدتي قبل تمرده يعرفون قدراته الفقيرة سياسيا وفكريا و لغويا .

لا يوجد سوداني يصدق ما نسب إليه من كلمات عصية علي لسانه وفهمه مثل ( عنف بنيوي ) و ( راديكالية ) و ( أيدولجيا ) ، ثم أنه يريد أن يضم قواته للجيش الذي يدعي أنه هزمه .
الذين وضعوا هذه الرؤية وسطروها هم الذين يبحثون عن مخرج لهم من هزيمة ساحقة علي يد القوات المسلحة ، وهم ينسون أو يتناسون مطالبهم بخروج الجيش من العمل السياسي وهنا يهللون بما يخرج من قائد جيش الدعم السريع مواصلين بذلك سلسة تناقضاتهم المخجلة . الطرح الساذج لم يكن من الدعم السريع فقط بل من الذين يوالونه من الساسة ومن هؤلاء السيد إبراهيم الميرغني الذي ينسي أنه كان وزيرا في حكم الإنقاذ ولعله لم يستفد من تجربته وهو وزير بأن يقدم حديثا واقعيا يمكن تصديقه فقد هدد الرجل بأن إستمرار الحرب وتشكيل حكومة طوارئ سيؤدي إلي تقسيم السودان لأن الدعم السريع في نظره البائس سيقوم بتشكيل حكومة في المناطق التي تقع تحت سيطرته ، لا نعلم أين هي مواقع السيطرة التي يدعيها ويمكن تكوين حكومة من المتمردين فيها .

ملامح إنتصار القوات المسلجة بأنت واضحة في التحركات الخارجية منها ما إتخذه الإتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد بإيقاف مبادرته ، وهي مبادرة لا تقوم علي أرضية بالنظر إلي أن هذه المنظمة الأفريقية إتخذت قرارا بتجميد عضوية السودان فيها وهي تريد أن تمارس سلطاتها عليه بل وتقدم له المبادرات

وهو لم يعد عضوا فاعلا فيها بسبب قرار التجميد الذي أصدرته .
وزارة الخارجية ولأول مرة منذ ديسمبر ٢٠١٩ م تصدر بيانا شديد اللهجة وهو الصادر في حق السفير الأمريكي بالخرطوم إستنكرت فيه مساواته الجيش السوداني بالمتمردين .
نحن علي أبواب مرحلة جديدة وعلي الذين ركبتهم الهواجس ألا يخربوا الموت بالرفسي .

راشد عبد الرحيم

Exit mobile version