ما أهمية بورتسودان؟ وكيف تحولت لمقر بديل للحكومة السودانية؟

وصل رئيس مجلس السيادة بالسودان القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان أمس الأحد إلى مدينة بورتسودان، في خروج نادر له من العاصمة الخرطوم منذ بدء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أكثر من 4 أشهر.

وقال مصدر حكومي للجزيرة إن البرهان سيعقد اجتماعا مع مجلس الوزراء الذي اتخذ من بورتسودان مقرًا له منذ اندلاع القتال مع قوات الدعم السريع في منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

وقبل أيام، نقل مراسل الجزيرة نت عن مصادر موثوقة أن البرهان سيتخذ من بورتسودان (عاصمة ولاية البحر الأحمر) مقرا له لمباشرة مهامه السيادية، كما يعتزم تشكيل حكومة طوارئ لإدارة شؤون البلاد برئاسة نائبه مالك عقار، ويتجه لتسمية بورتسودان عاصمة إدارية للبلاد، وود مدني (عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد) عاصمة اقتصادية.

ومدينة بورتسودان باتت تشكل مقرا بديلا للحكومة السودانية منذ الأسابيع الأولى لاندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، كما انتقلت إليها بعض البعثات الدبلوماسية والمنظمات الإنسانية. فما أهمية المدينة في الخريطة السودانية؟

تبعد بورتسودان نحو 800 كيلومتر عن الخرطوم، وهي ثاني أكبر مدن السودان وأكثرها أهمية اقتصادية، حيث تعد البوابة البحرية الأكبر للبلاد بمينائها الذي يعد منفذا رئيسيا لاستيراد السلع الإستراتيجية وتصدير نفط دولة جنوب السودان.

تحولت بورتسودان (شمال شرقي البلاد) والمطلة على البحر الأحمر إلى مقر للحكومة السودانية منذ أيار/مايو الماضي، وبقيت بمنأى عن أعمال العنف والقتال المتركز في العاصمة الخرطوم وضواحيها وإقليم دارفور غربي البلاد.

وبعد تأمين المدينة بشكل كامل انتقلت إليها بعثات دبلوماسية دولية ومنظمات إنسانية، وتحولت إلى ملاذ آمن للأجانب الراغبين في مغادرة السودان، سواء بالبحر عبر ميناء المدنية أو كان جوا عبر مطارها.

ومع توسع رقعة القتال وتقطع السبل أمام السودانيين، شكلت بورتسودان إحدى محطات النزوح الداخلي للفارين من الخرطوم ومدن مجاورة.

بدأ تطوير بورتسودان كمدينة حديثة في وقت مبكر من القرن العشرين، في حين يرجع تاريخ إنشائها كميناء في موقع محمي إلى فترات زمنية أبعد.

وارتبطت المنطقة باسم الشيخ برغوت الذي تذكر الروايات أنه كان فقيها إسلاميا، والذي كان البحارة والصيادون يزورون ضريحه، حيث عرف المكان كله لقرون طويلة باسم مرسى الشيخ برغوت.

وفي عام 1900، وتحت رعاية اللورد كرومر (أول قنصل عام بريطاني في مصر) تقرر توسيع المكان وتحويله إلى ميناء بحري حديث، وتغيير الاسم إلى “بورت سودان”.

الجزيرة نت

Exit mobile version