أكثر ما يقلقني أننا في تحول تاريخي وفي نهاية حقبة ولسنا في نقلة صغيرة داخل ذات الحقبة كما كان يحدث من قبل. لقد كان ينفع سابقا في التحولات الصغيرة الحديث عن كشة كبيرة وإقالات بغرض التخويف وترويض الوزراء والسفراء والسياسيين العاقين لوطنهم وليس بغرض (الكشة) نفسها، كان اتخاذ قرارات باغلاق سفارات يساهم في ملئ الفراغ الإعلامي حول مطلب تشكيل حكومة مستقلة وقوية وحقيقية.
كان التلويح باقتراب إعلان الحكومة من أجل مساومة الخارج على عدم تشكيلها مقابل إيقاف الدعم من (العملاء) كافي، كان مجرد التلويح بفتح دعاوي جنائية في الخائنين و (ليس فتحها) يصيبهم بانقسام ويسهل اصطياد الغنم القاصية .. هذه الغنم الان عجوزة ومريضة ولا فائدة من صيدها دعوها للذئب يأكل جلدها اليابس .. أعلنوا اجراءاتكم ودعوها تهرب لمصيرها .. أيضا في هذا السياق يمكن أن يكون ملئ الفراغ بالغاء جوازات ديبلوماسية، مفيد أيضا، ولكن لمدة يوم ونصف اليوم.
الآن .. المطلوب يختلف .. أنا شخصيا أتوقع أنه سيحدث رغم أنف الجميع .. أتوقع أن تقول القيادة السودانية .. السودان موجود ومستقل وهذه هي حكومته وهذه هي إجراءاته في حق من خانوا الوطن.
أتوقع ذلك، لأن القرار الشعبي بالحرمان صدر .. وبقي الرسمي فقط، وتعطيله ليس من الصالح، حتى لا تنفصل الحكومة عن شعبها.
هنالك أفكار متناقضة، زول يقول في إقالات وقرارات قوية وإغلاق سفارات، وزول يقول في تشكيل حكومة واختيار رئيس وزراء وطني مهني مستقل.
لو في رئيس وزراء جديد مافي إقالات لأنه مع قدومه تعتبر كل الرصة انتهت ومن يعود من الوزراء -إذا كان يستحق- يعتبر وزيرا جديدا، ولا حاجة لقرارات في اغلاق سفارات لأن رئيس الوزراء الجديد هو من يتخذ القرار.
أعتقد .. إيقاف التسريبات المتناقضة والاجتهدات الفردية والتوقعات الضبابية يتم بأمر واضح وقطعي.
1- تشكيل حكومة تصريف أعمال وفتح بلاغات جنائية في الجنجويد السياسي والعسكري، والانحياز للخط الوطني دون مساومات وتلاعب.
2- إذا لم يحدث ستستمر الحرب لأن الدعم الخارجي للتخريب عبر الدعم أو غيره لن يتوقف (حتى لو اوهموكم بغير بذلك كما فعلوا من قبل واشعلوا الحرب).
طالما السوق مفتوح لإعادة تشكيل السودان والاستثمار في العملاء الآمنين من الملاحقة الجنائية، وطالما السودانيين غير راغبين في تحمل مسئوليتهم، لا تلوموا الأجنبي الدخيل ولا ابن الوطن العميل، لوموا أنفسكم.
التأجيل .. التأجيل .. التأجيل .. بجيب الأجل.
مكي المغربي