-1 الدُّعَرُ “الذي لا خير فيه، قال الجعدي: (فلا أَلْفَيَنْ دُعَراً قَدِيمَ العَداوَةِ والنَّيْرَبِ.. يُخْبِرُكُمْ أَنهُ ناصِحٌ وفي نُصْحِهِ ذَنَبُ العَقْرَبِ).. ها قد عرفنا من هو الدُّعَرُ ولكن لم نعرف حتى الآن لماذا هو مذعور؟
لأسباب عديدة أحدثها أنه مذعور من حكم الخسيس.. !!ياترى مَن الخسيس الذى يقصده المذعور؟ بالطبع هو الذى رفض مشاركة المنشقين عن حركة العدل والمساواة في اجتماعات أديس فغادرها المذعور مغاضباً.
2
لماذا هو مذعور؟
يخشى السيد المذعور أن يتم تدمير الدعم السريع.. ليس لأنه تم تأسيسه من أموال دافع الضرائب السوداني كما قال ود الفكي، ولكن لأن ذلك ليس في مصلحة السودان!! تصوروا.. قوات تتمرد وتقتل وتنهب وتغتصب ويكون تدميرها وهزيمتها ليس في مصلحة السودان؟ عصابة فعلت ما لا يمكن فعله في أشد الحروب ضراوة ليس من المصلحة تدميرها !! حكمة ، بل الاحتفاظ بها ومكافأتها على جرائمها بإعادة تموضعها داخل الجسد السياسي السوداني كما قال أستاذنا عبد الوهاب الأفندي مستنكرا الفكرة.
ليس هناك عاقل ناهيك قائد سياسي حتى لوكان يقود حزباً من 33 فرداً بحسب فولكر.. يمكن أن يتبنى دعوة كتلك، ولكن السيد المذعور يتبنى ذلك لأن تدمير المشروع الصهيوني العلماني الجنجويدي الذي يتحالف مع سدنته الآن لا مستقبل له من دون بندقية الجنجويد.
3
هو أيضاً مذعور يرفض أي حكومة يتم تكليفها بإدارة شأن البلاد، ويعجبه أن تظل البلاد هكذا عالقة في الفوضى (البوم البعجبو الخراب) إلى أن تنضج الطبخة الخارجية، التي يحضر لها الأمريكان في نيروبي وأديس لتأتي جحافل المركزى برفقة عطالى الشتات ليشكلوا حكومة كرزايات في الخرطوم أو في المنافي، ويفرضها على السودانيين وهيهات هيهات.. يا هولاكو الزمن اتغير!!
يأتي ذلك ضمن سيناريوهات مولى فيي مساعدة وزير الخارجية للشئون الأفريقية وفكتوريا لاند وجودفري.. جنجويد الإمبراطورية بحسب دكتور عشاري الذى فضح كل مخططات الجنجويد الداخليين والخارجيين ومؤامرات قحت في كتابه (جنجويد الإمبراطورية). سلمت يداه.
4
هو مذعور أخيراً من مَواطن ذعره المقيم (الإسلاميون).. حين قال: (تجري محاولات خجولة لضم واجهات المؤتمر الوطني والفلول)، فالمذعور ويا للعجب؛ لا يقبل مشاركة الإسلاميين في أي حوار وطني، وهم الذين قاتلوا التمرد، وبذلوا أرواحهم لأجل أن لا يغتصبوا أرض السودان، ولكنه يوافق ويقبل مشاركة الجنجويد في الحكومة القادمة برغم كل ما فعلوا.. يا مثبت العقول!!
يا مذعور “وين صولاتك لما الجنجا اغتصبوا اخواتك”؟
5
هو مذعور من تجمعات المجتمع المدني التي يجري تأسيسها الآن ، لأن من شأن ذلك سحب البساط من تحت قدميه، ولذا هو يسعى لوضع المواصفات التي تروقه حين يقول: (هناك طريقان يتقاطعان فى بناء الجبهة المدنية، طريق يحسبه الظمآن ماء يخضع بناء الجبهة المدنية ويكيفها وفق متطلبات العملية السياسية، بما في ذلك التعجيل بقيامها كتجميع شكلي للقوى المدنية وبمحتوى لا يبعد كثيراً أو قليلاً للحاق بسوق العملية السياسية، وطريق آخر في السعي لبناء جبهة مدنية كفاحية ونضالية لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة وإكمال مهام الثورة ومخاطبة جذور الأزمة، وهنا فإن القيادة للشعب وقواه الحية في جبهة مدنية).
إذن هو مذعور ويرفض تأسيس جبهات مدنية أخرى بغير مواصفاته واختياراته، توازي المجلس المركزي وتنزع منه تمثيل المجتمع المدني واحتكار الحديث باسم الثورة المفترى عليها!!
6
وأخيراً، بعد قرابة الخمسة أشهر من الحرب تخلى للمرة الأولى عن ذعره وخرج يدين ما سماها انتهاكات الدعم السريع (وليس جرائمه)، وذلك بعد أن أدانت منظمات العالم كله تلك الجرائم واعتبرها المجتمع الدولي جرائم حرب، وتحقق الآن الجنائية الدولية في إبادة المساليت بالجنينة.
المأساة أنه وهو يتخلى عن ذعره ذلك يستبطن ذعراً آخر يتعلق بمستقبل الجنجويد، إذ إن اقتيادهم إلى منصات العدالة الدولية ينهي أي أمل لديه في إعادة تموضعها في الدولة السودانية من جديد بأي شكل.
7
هناك من يستشهدون دفاعاً عن أوطانهم وعرضهم ودينهم، وهناك من يموتون مذعورين ومندعرين “مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْـِٔدَتُهُمْ هَوَآءٌ.” هناك فرق!!
عادل الباز