رأي ومقالات

عادل عسوم: عن الشخصية المرتابة

يقول الحق في ختام آية في سورة غافر:
{..كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب}.
لعمري انهما صفتان ذميمتان في حق كل إنسان، فالإسراف دوما يكون مدعاة للشطط والشره، وهو مذموم وإن كان في العبادة!
اما الريبة، ف ريبة (اسم)،
والجمع رِيبات و رِيَب
ومعنى الرِّيبةُ، الظَّنُّ والشكُّ والتُّهَمَةُ، والجمع رِيَبٌ.
وقد جاءت لفظة الريبة في القرآن الكريم دوما بمعنى سالب، وهذه أمثلة لبعض الآيات القرآنية:
{وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} .
{لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِم} .
{إِذاً لاَرْتَابَ المُبْطِلُونَ}.
{إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا}.
التفسير لكل هذه الآيات يجمع على أمر واحد وهو سوء الارتياب!.
فالشك سبب الريب، كأنه شك أولًا فأوقعه ذلك الشك في الريب، فالشك مبدأ الريب، كما أن العلم مبدأ اليقين. ومن هنا نفهم مجيء الشك موصوفاً بالريب في القرآن الكريم.
وننتهي إلى أن الريبة ليست هي الشك، وإنما هي نتيجته وحصيلته، وأن تفسير الريب بالشك مع التهمة أقرب وأصوب؛ إذ إن حقيقة الريبة قلق النفس واضطرابها، والشك تردد يفضي إلى تلك الحالة، وبهذا يصبح تفسير الريب بالشك إنما هو تقريب للمعنى.
ولقد تكاثفت الأعداد المصابة بهذه الصفة السالبة بين الناس، ويقول علم النفس عنها:
إنه اضطراب في الشخصية يدور حول الإفراط والمبالغة في إساءة الظن والشك بالآخرين، وتجد صاحبها لديه حذر مرضي من كل شئ، ولديه حساسية مفرطة تجاه كل شئ، ويسعى دوما إلى تضخيم الأحداث مهما صغرت، ولا يقبل الانتقاد، ويكون دوما مبالغا في التأثر بالأحداث، وسريع الانفعال، ولديه ميل للانكار اللا شعوري إن أخطأ، فيسعى جاهدا لإلقاء مسؤلية الاخطاء والسلبيات الشخصية على الآخرين،
ويتصف بكثرة الجدل والمراء، والسعي إلى إخفاء النقص خلف ستار من الاعتداد الشديد بالرأي مما يولد صعوبة في التفاهم معه،
ولديه قدرة على قراءة ما بين السطور، لكنه يفسرها دوما كـتهديد يطاله، وبذلك توجد دوما لديه فجوة كبيرة في إقامة علاقات دائمة سوية موفقة وناجحة مع الآخرين.
لذلك كثيراً ما نلمس تدهوراً في حالات الشخصية الشكاكة خاصة المتطورة منها نتيجة صراعاتها الداخلية من الأوهام، وكذلك الغيرة الشديدة، وحب المنافسة، والقسوة، والصرامة، وفقدان مشاعر الحنان، وعدم الرغبة في نسيان الماضي.
أعلاه منقول من موقع لعلم النفس يصف تلك الشخصية.
ومن أعراض اضطراب الشخصية المرتابة يعتقد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية المرتابة أنّ الآخرين يحاولون باستمرار تحقيرهم، أو إيذاءهم، أو تهديدهم، وهذه المعتقدات لا أساس لها من الصحة، بالإضافة إلى أنّ عادات اللوم وعدم الثقة بالآخرين تتداخل مع قدرتهم على تكوين علاقات وثيقة، وفيما يلي توضيح لأهم أعراض اضطراب الشخصية المرتابة:
الشك بالتزام الآخرين أو ولائهم أو مصداقيتهم، والاعتقاد بأنّهم مخادعون.
عدم الكشف عن معلومات عن شخصيتهم خوفاً من استخدام هذه المعلومات ضدهم.
الشك بأقرب الناس إليهم دون مبرر.
الحساسية شديدة، وعدم تقبل الرأي الآخر أو النقد.
العلاقة السطحية مع الآخرين، أو الوصول إلى مرحلة السيطرة والغيرة في العلاقات.
الاعتقاد الدائم بأنهم على حق، إذ إنهم لا يمكن أن يروا أنفسهم في دور مسبب المشكلات أوالنزاعات.
العناد والعدوانية وإثارة الجدل. سرعة الغضب والانفعال.
الرئيسية / صحة ، صحة نفسية / مفهوم اضطراب الشخصية المرتابة مفهوم اضطراب الشخصية المرتابة تمت الكتابة بواسطة: دعاء قاسم آخر تحديث: ٠٧:١٨ ، ٢٤ مايو ٢٠٢٢ محتويات ١ اضطراب الشخصية المرتابة ٢ أسباب اضطراب الشخصية المرتابة ٣ تشخيص اضطراب الشخصية المرتابة ٤ أعراض اضطراب الشخصية المرتابة ٥ علاج اضطراب الشخصية المرتابة ٦ المراجع اقرأ أيضاً علاج النسيان علاج النقرص اضطراب الشخصية المرتابة اضطراب الشخصية المرتابة أو ما يسمى اضطراب جنون العظمة هو واحد من مجموعة من الحالات التي تسمى اضطرابات الشخصية لغريبي الأطوار؛ إذ غالباً ما يبدو الأشخاص المصابون بهذه الاضطرابات غريبي الأطوار، ومن الجدير بالذكر أن السمات الأساسية للأشخاص المصابين هي جنون العظمة، وعدم الثقة بالنفس، والشك بالآخرين دون سبب كافٍ للشك، وغالباً ما يبدأ هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة أو المراهقة المبكرة، وأثبت أنه أكثر شيوعاً عند الرجال منه لدى النساء، وتقدر الدراسات أن اضطراب الشخصية المرتابة يؤثر على تقدر نسبته 2.3-4.4% من الناس.[١] أسباب اضطراب الشخصية المرتابة السبب الدقيق لاضطراب الشخصية المرتابة غير معروف، ولكن من المحتمل أنه ينطوي على مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية، وتشير الحقائق أنه أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بالفصام والاضطراب الوهمي، أي يُحتمل انتقاله جينياً، ويعتقد أن تجارب الطفولة المبكرة بما في ذلك الصدمات الجسدية أو العاطفية تلعب دوراً في تطوير اضطراب الشخصية المرتابة.[١] تشخيص اضطراب الشخصية المرتابة في حالة وجود أعراض جسدية، سيبدأ الطبيب بالتقييم عن طريق أخذ تاريخ طبي ونفسي كامل، وإذا لزم الأمر فإنه سيجري فحصًا جسديًّا، وفي حال لم يجد الطبيب سبباً جسدياً للأعراض، فقد يحول الشخص المصاب إلى طبيب نفسي، أو مختص نفسي، أو متخصص رعاية صحية، إذ إنهم يملكون التدريب الكافي لتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها.[٢] أعراض اضطراب الشخصية المرتابة يعتقد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية المرتابة أنّ الآخرين يحاولون باستمرار تحقيرهم، أو إيذاءهم، أو تهديدهم، وهذه المعتقدات لا أساس لها من الصحة، بالإضافة إلى أنّ عادات اللوم وعدم الثقة بالآخرين تتداخل مع قدرتهم على تكوين علاقات وثيقة، وفيما يلي توضيح لأهم أعراض اضطراب الشخصية المرتابة:[٢] الشك بالتزام الآخرين أو ولائهم أو مصداقيتهم، والاعتقاد بأنّهم مخادعون. عدم الكشف عن معلومات عن شخصيتهم خوفاً من استخدام هذه المعلومات ضدهم. الشك بأقرب الناس إليهم دون مبرر. الحساسية شديدة، وعدم تقبل الرأي الآخر أو النقد. العلاقة السطحية مع الآخرين، أو الوصول إلى مرحلة السيطرة والغيرة في العلاقات. الاعتقاد الدائم بأنهم على حق، إذ إنهم لا يمكن أن يروا أنفسهم في دور مسبب المشكلات أو النزاعات. العناد والعدوانية وإثارة الجدل. سرعة الغضب والانفعال.
ولعلاج اضطراب الشخصية المرتابة ينصح بالعلاج النفسي، إذ يمكن للمعالج أن يساعد العائلة والأصدقاء على تطوير مهارات البناء والتعاطف والثقة وتحسين التواصل والعلاقات والتعامل بشكل أفضل مع الأعراض، ونظراً إلى أن وجود الآخرين قد يؤجج الأفكار المزعجة والسلوك المقلق، فمن المرجح أن يستفيد المريض من العلاج الفردي بدلاً من العلاج الجماعي، كما يمكن أن يعتمد العلاج على مبدأ العلاج السلوكي المعرفي Cognitive-behavioral therapy (CBT)؛ إذ إن هذا العلاج يساعد المصاب باضطراب الشخصية المرتابة في التعرف على معتقداته وأنماط سلوكه الخاطئة.
فإن كان الارتياب يفعل كل هذا السلب بصاحبه وبالناس من حوله؛ فما بال الأمر عندما يكون في شأن عبادته وعلاقته بالله؟!.
اللهم اجعلنا لك من المُخْبتين، ولاتجعل في قلوبنا مثقال ذرة من ريبة.

عادل عسوم