ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن تشكيل حكومة تصريف أعمال في السودان قوية برئاسة شخص ذو قدرات وخبرة سابقة ويعتمد عليه في النهوض بالجهاز التنفيذي من أزمته، ومراجعة حكومات الولايات وإحداث تعديلات فيها، ثبت أن هذا الأمر ركن أساسي في إنهاء الحرب، وأن الحديث حول تأجيله لما بعد الحرب خطأ كبير.
لماذا؟ لأن عدم تشكيل الحكومة فيه رسالة للخارج والدول المتآمرة أن الأمر لم يحسم بعد، وأن السودان عاجز عن القيام بأموره، ولذلك فالسوق مفتوح لكم للتآمر وشراء الذمم، والتدخل بعمق في الشأن السوداني، وتأجيج الصراع ولي الذراع وكسرها، واصلوا واستمروا لأن لديكم فرصة.
أيضا من جهة أخرى فقد بدأت تظهر أضرار الحرب الإقتصادية بعنف، ولا بد من حكومة تتحمل المسئولية وإلا عجزت الدولة عن القيام بواجباتها مما يشجع أكثر وأكثر أي دولة ترغب في التدخل والتخريب، وأي مغامر داخلي لتشكيل قوة وحيازة منطقة أو قطع طريق، أو اختطاف وإجرام.
لقد كانت وصفة سيئة (من الأساس) المماطلة في التشكيل ومحاولات استرضاء القوى السياسية والقوى الخارجية للقيام بهذه الخطوة في ظل اتفاق عريض لا يتحقق حتى للأنبياء المرسلين من الله عز وجل.
لقد تحول الإحترام المفترض حدوثه من القوى السياسية إلى تواطؤ وتآمر وتخابر .. إلى أن وصل إلى درجة المشاركة في مخطط استعماري قذر استباح الخرطوم وقتل النظاميين والمواطنين واحتل بيوتهم ونهبها.
أي محاولة لاعادة انتاج هذا المنهج الذي سبب الحرب، ستفضي إلى إطالة الحرب.
مكي المغربي