الحرب لا تدور في الخرطوم فقط، هنالك في نيالا وبقية المدن ملاحم منسية، بعيداً عن الأضواء، مثل هذه البطولات العجيبة التي جسدها فرسان الفرقة ١٦ مشاة في نيالا بقيادة اللواء الركن ياسر فضل الله والعميد الركن جودات،
حين قدموا دروساً في البسالة والإقدام، كيف يكون القتال وكيف تكون الشجاعة، وكيف هم رجال الجيش عندما أراد الدعم السريع أن يسيطر على نيالا ومن خلفه دول وعتاد مجلوب بملايين الدولارات، لكن تكسرت قوتهم على صخرة من الثبات السوداني،
هجموا اليوم على الفرقة ١٦ من ثلاثة محاور لكنهم خسروا المعركة، فوجئوا بهذا الثبات، نحو 3000 من الدعم السريع حصيلة اليوم فقط من القتلى والجرحى،
وقد حفر قائد الفرقة ١٦ بنيالا اللواء الركن ياسر فضل الله قبره بيديه هنا، وقال سوف نقاتل المتمردين حتى ندفنهم أو أدفن في هذا القبر، من أي طينة هؤلاء؟ وأي أبطال شجعان مثلهم حق لنا أن نفخر بهم، وبتضحياتهم.
عزمي عبد الرازق