كل من عمل مع الدعم السريع قبل الحرب لم يكن يتصور نفسه كخائن أو متآمر

منذ أكثر سنتين تقريباً أو أكثر حكى لي أحد الأصدقاء عن سعي الدعم السريع لتجنيد أشخاص من مختلف التخصصات. زوجته صيدلانية عرضوا عليها العمل في الدعم السريع. يأتون إلى الشخص ويقول له نريدك أن تنضم إلى الدعم السريع وأنت في مكانك في وظفيتك. مثلاً لو كنت موظف في وزارة الزراعة تبقى في وظيفتك ولكن أنت في الدعم السريع وتستلم راتب على ذلك. وظيفة مغرية طبعاً.

من يتعملون مع الدعم السريع ويتعاونون معه في الغالب لم يبدءوا ذلك مع الحرب بعد 15 أبريل، بل تم تجنيدهم قبل ذلك بفترة طويلة في ظروف طبيعية وفي العلن. كانوا يعملون مع مؤسسة نظامية معترف بها ولا علم لهم بنوايا حميدتي المستقبلية.

كل من عمل مع الدعم السريع قبل الحرب لم يكن يتصور نفسه كخائن أو متآمر أو جزء من مشروع للاستيلاء على السلطة بإنقلاب أو بحرب، هو ببساطة موظف يتلقى راتب جيد من وظيفة سهلة للغاية قد لا تتطلب من البعض القيام بأي شيء.

ولا شك أن استخبارات الدعم السريع قد عملت على تجنيد الآلاف بشتى طرق ووسائل التجنيد بالمال أو بالابتزاز وغيره، وسيطرت على البعض منهم بشكل كامل. فمن يخطط لحرب بهذه الشراسة سيعمل ويستعد لها منذ وقت مبكر، مثلما يحشد الأسلحة والعتاد والجنود سيعمل إستخبارياً بنفس الوتيرة إن لم يكن أكثر، وخصوصاً داخل مؤسسات الدولة والأجهزة النظامية.

رجال الدعم السريع في الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة المختلفة لم يبدأ عملهم بعد الحرب، هم أصلاً كانوا دعم سريع، كذلك الإعلاميين والكتاب والنشطاء الذين يعملون مع الدعم السريع. كل هؤلاء كانوا موظفين في مؤسسات تعمل بشكل طبيعي.

وعندما قامت الحرب واصلوا، أو واصل بعضهم على الأقل، بشكل تلقائي فهذا عملهم ومصالحهم، و في البداية بالذات لم يتصوروا أن هناك حرب ستمتد لشهور وربما لسنوات وستكون لها كل هذه التداعيات، فهذا الإحتمال لم يكن حاضراً حتى في أذهان قادة المليشيا ومن يقفون وراءها في الداخل والخارج.

من تورطوا مع الدعم السريع تورطوا معه منذ وقت مبكر قبل الحرب، ولكن كان بإمكانهم التوقف مع بداية الحرب وظهور الوجه الحقيقي للمليشيا المسلحة. وأتوقع أن البعض قد فعل، بينما استمر البعض الآخر طوعاً و كرهاً.

حليم عباس

Exit mobile version