مهما كنت بعيد وماعندك دخل او ذنب فأنت حا تتأثر بالحرب والمعاناة

من الطرق المهمة في رحلة الإنسان نحو المعنى كهدف لحياته وافق لها هي الأساليب التي ينتجها ويبتكرها لمواجهة معاناة لا يمكن تجنبها، في السودان ومجتمعات ما خبرت من قبل فكرة الدولة القومية او ما انتقلت لشكل اجتماع حديث بشكل كلي

ظلت فكرة الحرب امر وارد فيها بشكل كبير فحتمية التعامل معاها جزء من أدوات تطوير الوعي الجماعي زي حتمية العيش المشترك والمصير المشترك، المجتمعات حا تعرف انو مهما كنت بعيد وماعندك دخل او ذنب فأنت حا تتأثر بالحرب والمعاناة ،.

يبقى دورك في اللحظة دي اهم من انك تقعد حبيس الماضي الذي أصبح اشلاء، لحظة الحرب بتعيد تعريفك لنفسك وترتب أولوياتك بطريقة ناضجة وموضوعية ودا بيتطلب جهد نفسي وذهني كبير لانو عملية الانفصال عن الماضي صعبة، الحرب اكبر اكراه لمغادرة المكان والزمان لانو بتختك قدام خيار وحيد وهو ان تنجو، انت محتاج تنتقل من مرحلة ان تنجو دي لي مرحلة الادابتيشن مع السياقات الجديدة، حا تمر بي مرحلة النقة والاحتجاج والانتظار ومرحلة الحنين والغزل في أشجار الحي الذي وددت مغادرته لكن بطريقة تحبها على عكس مغادرتك له الآن وبهذه الطريقة.

نحن عندنا ارتباطات غير صحية بالمكان والزمان، لما خلاص نفكر في المستقبل بنقول حليل نميري وحليل الإطاري وحليل حمدوك ، دوما في حالة شرود زمني إلى ماضي عريق متخيل، وكذلك المكان الساحر ونخلة الطييب صالح، حتى مصطفى سعيد لما مشى أوروبا بروحه البدوية الانتقامية وساط الدنيا هناك جا راجع إلى النهر والطين، لم يجد المعنى إلى حيث ذهب ولم يجده حين عاد فضاعت روحه بين العالم القديم الذي يشكل وعيه والحداثة التي ارتوى منها جسده نساءا وخمرا.

يشابه الوضع الآن في كثير من بلدان اللجوء مصطفى سعيد، نعيش انتظارا ان نعود إلى الروضة الغناءة التي دمرتها الحرب وفي هذا الانتظار نعيش وسط الكهوف ونخرج في الظلام ونتسكع.

جهاد حسين الهندي

Exit mobile version