الشبه بين زي الجيش المصري وزي قوات الدعم السريع – القصة الكاملة
يبدو الشبه واضحاً بين زي الجيش المصري وزي قوات الدعم السريع المتمردة على القوات المسلحة السودانية، ولكن هل هذا الأمر مصادفة ولماذا هذا التشابه؟
كل جيوش العالم لديها معايير محددة في اختيار لون وشكل وتصميم الزي الرسمي لقواتها، والذي عادة لا يكون “طقم واحد” فقط، وإنما طقم رئيس وعدة أطقم أخرى تناسب الأجواء أو المناسبات أو المهام القتالية القصيرة والطويلة، ويكاد ذلك يشبه حال فرق كرة القدم التي لديها لون رئيس في زيها الرسمي ومن ثم لون أو لونين للاحتياط في حال مقابلة فريق لديه نفس اللون أو هنالك تشابه كبير، وبالتالي يضطر أحد الفريقين لاستخدام الزي الاحتياطي.
بالتأكيد الجيش المصري يستخدم هذا الزي بلونه الصحراوي المميز منذ زمن طويل وبأقدمية من زي قوات الدعم السريع، وعندما تم اختياره نلاحظ بأن طبيعة معارك الجيش المصري القديمة معظمها كانت في الصحراء، وكذلك توزيعات وانتشار الجيش المصري تغلب مناطقها في الصحراء والرمال، لذا نجد هذا اللون يناسب طبيعة ومهام القوات المسلحة المصرية، مع العلم بأن هنالك ألوان يستخدمها الجيش المصري لجنوده وقواته وتظهر في المناسبات ولمهام محددة بحسب الرصد الإعلامي.
وعندما نأتي لقوات الدعم السريع “المتمردة” في السودان وتاريخ تكوينها ومهامها واختيارها لهذا الزي واللون بالتحديد الذي يشابه زي “الجيش المصري”، نجد أن المهمة الأولى كانت لهذه القوات هي قتال الحركات المتمردة في دارفور، ومناطق دارفور معروفة بأنها صحراوية قاحلة في معظمها حيث تمتد لتجاور الولاية الشمالية وجنوب ليبيا حيث الصحراء الأكثر رمالاً وقسوة، وبالتالي فإن هذا اللون كان تم اختياره بواسط الجهات المكونة لهذه القوات في مهدها، وهي التكامل المعلن بين القوات المسلحة السودانية وجهاز الأمن والمخابرات السوداني وقوات حرس الحدود والتي كان يمثلها في حينها المتمرد الحالي وقائد الدعم السريع “حميدتي”، مع العلم بأنه لم يكن أول قائد لهذه القوات، حيث كان قائدها الأول يتبع لجهاز الأمن السوداني، ولم يطول صبر “حميدتي” كثيراً فقد كان يضغط على رئيس السودان آنذاك “عمر البشير” ليكون هو قائد القوات، وقد تم له ذلك.
ومثلما يتبع الجيش المصري في عملياته النوعية اختيار نوع زي محدد شكلاً ولوناً، تقوم قوات الدعم السريع “المتمردة” بهذا الفعل أيضاً، وقد قامت بتغيير اللون الذي يرتديه جنودها في معارك ذات طبيعة غير صحراوية مثل جبال النوبة، وكذلك في الحرب الحالية التي غدرت فيها بالقوات المسلحة السودانية، حيث نلاحظ وجود جنود وقادة يلبسون أزياء بغير اللون الرسمي للقوات، وبما يشابه زي الجيش السوداني نفسه الذي يتميز باللون الأخضر، لطبيعة معظم معاركه السابقة في أحراش وغابات جنوب السودان.
إذن فإن زي الجيش المصري نبع اختياره من طبيعة مهامه وتكوينه كجيش دولة كبرى في القارة الإفريقية، وخضع لمعايير الاختيار التي ذكرناها سابقاً، وزي القوات المتمردة “الدعم السريع” كان قد قم اختياره لطبيعة مهامها في ذلك التوقيت، قبل أن تحاول تأسيس نفسها كقوة موازية للجيش السوداني وتقوم بمحاولة الانقلاب لاستلام السلطة بالكامل لحساب آل “دقلو”، الذين يستأثرون بكل المناصب القيادية في هيكل قوات الدعم السريع.
نقول إذن هنالك تشابه في زي الجيش المصري وزي قوات الدعم السريع “المتمردة”، ولكنه لم يكن مقصوداً بأي حال.
بقلم – أحمد إبراهيم “ود سنجة”
نقلاً عن “كوش نيوز“