بعد أن انتهت الحرب لم يظهر حميدتي. بحث الناس عنه كلهم ولم يجدوه. طفلة من شمال أمدرمان قالت أنها رأت حميدتي يقطف ثمرة ليمون ناضجة ثم ابتعد بصمت.
رجل من جنوب كردفان أقسم أنه رأى حميدتي يصلي الصبح بجواره في الصف الأول وبعد الصلاة أختفى في ظلمة الفجر.
في الخرطوم قال شاب لصديقه أنه رأى حميدتي ذات ليلة شتوية شديدة الغبار يقلق منام حمام ساحة أتنيه، يرتدي كدموله وحاملا كلاشنكوفه، ومعطف برد كبير يصل إلى أسفل ركبتيه.
متسولة في موقف جاكسون، أقسمت أن حميدتي أعطاها خمسون ألف جنيه، ثم أختفى في الظلام.
جندي دعم سريع قال أن حميدتي خرج من الخرطوم وهو يقسم بالعودة بمليون تاتشر ليقاتل مرة أخرى.
قال رجل غريب: لقد حضرت لحظة دفن حميدتي، حفرنا له قبرا طوله مترين وعمقه نصف متر، وبعد أن وضعنا جثته، نادى منادي أين متحرك زائل نعيمكي؟ رأيت مئة تاتشر وعلى كل تاتشر عشرون جنديا يدخلون القبر، وقد وسعهم ذلك القبر. حتى بعد أن دفناه ظللنا نسمع أصوات محركات التاتشرات. لكزت الرجل الذي بجواري: ما الذي يريد أن يفعله حميدتي بهؤلاء الجند حتى يدفنوا معه؟
أجابني: لا أدري، ربما يريد أن يقتحم الجنة، فهو قد قال إما النصر أو الشهادة.
Talal Altayib