معتصم أقرع: الحرب والاكاذيب

مع ازدياد صعوبات سردية ان الجيش قد بدأ هذه الحرب اللعينة تتعالي محاولات يائسة للترويج لان الحرب أشعلها طرف ثالث. وهذه سردية صعبة التصديق اذ كيف يتجرأ الاخوان على اشعال حرب من غير الاتفاق مع قيادات الجيش وكيف لهم ارتكاب هذه المخاطرة العظيمة التي كان من الممكن ان تفشل وتعرضهم لغضب مزدوج وانتقام مريع علي يد الجيش والجنجويد معا.

وكيف لضباط أو اخوان ان يبدأوا حربا لا يعلم عنها البرهان قائد الجيش؟ عدم علم البرهان يعني عدم تأمينه واسرته وداره ساعة الانقلاب وهذا يعني احتمال قتله أو اسره في يد الجنجويد ولو حدث ذلك لانهار الجيش مباشرة وانتصر الجنجويد وابادوا الاخوان عن بكرة ابيهم.

لذلك يصعب تصديق رواية ان الحرب أشعلها الاخوان من دون علم البرهان فهذه اما رواية باطلة تماما أو اختزالية لحد بعيد تخفي أكثر مما تظهر وهدفها ذر الرماد في العيون وتحويل الأنظار عن الجهات التي تآمرت وخططت للحرب وأشعلتها.

من بدأ هذه الحرب ليس سؤالا هامشيا لان حماية التاريخ من التزوير من صميم العمل السياسي والاجابة على السؤال تكشف عن طبيعة الفاعلين السياسيين وتفضح مخططاتهم وتحالفاتهم الداخلية والخارجية. ووعي الشعب بالحقيقة يتيح له ان يحدد موقفه من الصراع ومن القوي الفاعلة بعد ان يكشف جوهرها ويعرف من يكذب ويكذب.

معتصم اقرع

Exit mobile version