▪️ من شدة حاجتهما لبعضهما البعض، وتطابق عداواتهما وصداقاتهما في الداخل وتبعياتهما في الخارج ، ومن شدة تلاقي مصالحهما، ومواقفهما، وتكاملها، وتعاضدها، وسدها لثغرات بعضها البعض، ومن كثرة الدفاع المتبادل … باختصار : من وفرة المشتركات بينهما، لم يعد من السهل معرفة أين ينتهي القحاطي ويبدأ المتمرد !
▪️ الفرق بين تسعة طويلة والمتمردين فرق درجة ونوع لصالح تسعة طويلة : علنية النهب والسرقة عند المتمردين، كمية المنهوبات والمسروقات، تنوعها، حجم القوة المميتة المستخدمة في انتزاعها، استعمال بعض المنهوبات في القتال وفي عمليات نهب جديدة، تهريب جزء منها إلى الخارج، الاحتفالات التي تقام للذين نجحوا في توصيل مسروقاتهم ومنهوباتهم إلى أهاليهم، الأسواق التي تباع فيها تحت حراسة “أمنية” مشددة، الإعلام الداعم، والشعارات السياسية “الروبن هودية”، الدعامية والقحاطية الذي تغطيها !
▪️ الحرب المفتوحة على المواطنين، والإجرام الممنهج، والتخريب المتعمد، واستجلاب المرتزقة الأجانب، والعنصرية والجهوية العارية، والعمالة المكشوفة، هذه لوحدها بدون بقية الكوارث، تكفي لفرار أي سياسي من الميليشيا المتمردة فرار السليم من الأجرب، ما عدا الطفيليات السياسية والكائنات الرمية … لا أدري ما هو العفن الإضافي الذي كان على جثة الدعم السريع أن تطلقه ليعافوها !
▪️ عندما يدافع محمد الفكي عن الدعم السريع فإنه يدافع عن الرافعة الثانية، بعد السفارات وقبل فولكر، لمجده الشخصي القديم والحالي والمأمول، الرافعة التي لا يملك رفاهية الاستغناء عنها،لأن ذلك يعني فقدانه لأكثر من ثلث قوته .. لذلك ليس غريباً أن يدافع عنها بأكثر مما يفعل عزت الماهري، وبل وأكثر حتى من خالد سلك !
▪️ طبيعي أن يدافع محمد الفكي عن حاضر الدعم السريع ومستقبله، لكن المفاجيء أنه في ظهوره الأخير من نيروبي دافع حتى عن ماضيه، وعن حسن تدريبه وتمويله، وتأهيله وصواب القرار الذي أنشأه “ليتكامل” دوره مع بقية الأجهزة العسكرية … أهي عدم خبرة وسذاجة أم شدة احتياج للدعم السريع ورغبة في تبييض صورته بالكامل، حتى لو كان ذلك بتنازل من نوع الإشادة بمنشئيه أم خليط من هذا وذاك ؟
▪️ ذات التحقير للعقل والمنطق وقلب المعايير المطلوب لتكون إحدى أهم أدوات “الإصلاح الأمني” هي هذه العصابة الإجرامية المتمردة التي لا تستر إجرامها، والتي تشترط “نظافة” الجيش و”مهنيته”، ووقت طويل لتحقيق ذلك، لقبولها بالدمج فيه، ذات المقدار من هذا الهراء، هو المطلوب ليكون عرمان وتلاميذه، الصغار والكبار، هم رواد “الإصلاح السياسي” !
▪️ لا فائدة تُرجَى من تذكير حلفاء التمرد بأن ذات “المبدأ” الذي يشددون عليه، أي الذي يمنع “الدمج بالقوة”، رغم أنه لا يوجد من قال به ، يمنع بدرجة أقوى “الإصلاح بالقوة ” عبر “تدمير القوة الخشنة” الذي أعلنوا، على لسان عرمان، ترحيبهم به، لا فائدة من هذا التذكير، لأن ازدواجية المعايير عندهم ليست شذوذاً على قاعدة بل هي قاعدتهم وأحد أهم مصادر رزقهم السياسي !
إبراهيم عثمان