صدقت العرب عندما قالت: (أرسل حكيم ولا توصيه). وأي حكيم سوداني أفضل من الحارث إدريس مندوب السودان لدى الأمم المتحدة. حيث قاد حربا دبلوماسية بالأمس أبهر بها العالم أجمع. واضعا النقاط فوق الحروف. حيث أشار لإنتهاكات التمرد التي كانت تنوي تغيرا ديمغرافي بالكامل. ثم ما لبث أن أبان بأن الحرب الحالية غيرت العملية والساحة السياسية بشكل كامل ولابد من بروز قيادات سياسية جديدة غير الموجودين في الساحة الآن. وكعهدنا به دبلوماسيا ماهرا يلاعب ما بين البيضة والحجر.
كشف عن أطماع الآخرين في السودان حيث ذكر بأن هناك قوة إقليمية دعمت العدوان على الحكومة السودانية وأرادت أن يصبح السودان أرضا مباحة. غير أنه أخرج ما بين فرث ودم تلك القوى المتربصة بالسودان خارطة طريق لمستقبل البلاد.
حيث قال: (الحرب الراهنة غيرت خارطة ديناميات السياسة والرؤية المستقبلية في السودان). وذهب أبعد من ذلك في التوضيح إذ أعلن بأن السودان يرحب بإكمال مسار الإنتقال السياسي بأهداف محددة أهمها إجراء الانتخابات بدعم وإشراف أممي. وقبل كل ذلك وضع الكرة أمام المجتمع الدولي للوقوف مع السودان للخروج من محنته.
إذ كشف عن قرب تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة وبدء حوار قومي جامع. لا يشبه حوارات بيزنطة السابقة. وخلاصة الأمر لطالما في السودان حراس مثل الحارث فلا خوف علينا ولا يحزنون.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الخميس ٢٠٢٣/٨/١٠