قد يرى البعضُ أن هذه الحرب عبثية وأولئك أعينهم وأفئدتهم صماءُ يُقطي عليها الداء وشيء من دناءة النفس وخٍسة المواقف إن معركة اليوم التي خاضها الجيش السوداني بأمدرمان لم تكن في الصحراء وميادين القتال حيث اللقاء والنٍزال بل كانت داخل منازل المواطنين وحٍماهم المٌغتصبه من أهلها الذين تشردوا في العراء وعانوا من وعثاء السفر وضجر الرحول من مكان لمكان هذا الوصف وحده كفيلُ بأن ينتفض السودان كُله في وجه الطغاة الأرزال ليخوض معركة الكرامة ،،
تلك الكرامة التي مستها فعائل الجنجويد بالإزلال والنهب والترويع والقتل والإغتصاب الذي أصاب شرف الحرائر في خُضرهن وهُن آمنات !! إن هذه المعركه لعًمري واجبةُ ومكتوبه وليست عبثيه لأنها تجاوزت الخصم وتعدت حدودها وأصابت شعب السودان في مقتل فإنتقلت من العبث إلى المصير وكُتب عليها معركة بقاء الدولة أو فناءها وزوال تاريخها ،،
تبيان توفيق