أظهر تحليل جديد لـ15 دراسة عالمية عن أمراض القلب والأوعية الدموية أن النساء يتم تشخيصهن وعلاجهن في وقت متأخر عن الرجال بسبب مشاكل القلب؛ مما يؤدي إلى نتائج أسوأ للنساء مقارنة بالرجال.
وأجرى الدراسة باحثون بقيادة البروفيسور مهدي جارلنبي من جامعة ماساشوستس لويل في الولايات المتحدة وزملاؤه، ونشرت في مجلة “تصلب الشرايين والجلطة، وعلم أحياء الأوعية الدموية” في عدد أغسطس/آب 2023، كما نشر عنها بيان في موقع الجامعة أمس الجمعة.
وقام الباحثون بمراجعة دراسات أجريت في أكثر من 50 دولة، وشملت أكثر من 2.3 مليون شخص.
وقت متأخر
وقال جارلنبي “لقد وجدنا اختلافات مذهلة بين الرجال والنساء في تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية والعلاج والأعراض”.
وأضاف “تميل النساء إلى الذهاب للمستشفى في وقت متأخر عن الرجال بعد ظهور الأعراض. والأطباء لا يُدخلون النساء إلى المستشفى بمعدلات دخول الرجال نفسها”.
وفي الولايات المتحدة، أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن أكثر من 60 مليون امرأة يعشن مع شكل من أشكال أمراض القلب، وهو القاتل الأول في العالم لكل من الرجال والنساء.
وخلص التحليل إلى أنه عندما تعاني النساء من مشاكل في القلب فقد يعانين أكثر من آلام الصدر، وتشمل الأعراض أيضا القيء وآلام الفك وآلام البطن، وإذا لم ينتبه الأطباء أو المرضى أنفسهم لهذه الأعراض فسيتم تأخير التشخيص والعلاج.
معاناة النساء الأصغر سنا
ويشير التحليل إلى أن معدلات النوبات القلبية بين الشابات آخذة في الارتفاع؛ فبين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 35 و54 عاما زادت النوبات القلبية من 21% إلى 31% بين عامي 1995 و2014. وخلال الإطار الزمني نفسه، ارتفع معدل النوبات القلبية لدى الرجال بشكل طفيف من 30 إلى 33%.
وفي دراسة أخرى لما يقرب من 15 ألف مريض يعانون من مرض الشريان التاجي، من بين المرضى الأصغر سنا، ارتبطت النساء بزيادة خطر الوفاة بمقدار 6 أضعاف في غضون 30 يوما.
ويقول جارلنبي “إنه أمر مقلق أن معدلات النوبات القلبية آخذة في الازدياد لدى الشابات. عوامل الخطر التي تنفرد بها النساء تشمل انقطاع الطمث المبكر وانتباذ بطانة الرحم واضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل”.
الفروق بين الجنسين
وأظهر التحليل اختلافا آخر بين الجنسين عندما يستخدم الأطباء اختبار الدم، وهو مؤشر حيوي عالي الحساسية لفحص التروبونين للكشف عن تلف القلب. قد لا تكون نتائج المرقم الحيوي مرتفعة بالنسبة للنساء بالطريقة نفسها بالنسبة للرجال، مما يعطي الأطباء معلومات مضللة.
يقول جارلنبي “يوجد خطأ في المرقم الحيوي.. هناك خطأ ما في طريقة شرح الإرشادات حسب الجنس لتفسير المرقم الحيوي. ومن الممكن أن تتداخل هرمونات المرأة مع نتائج الاختبار”.
ووفقا للتحليل، فلا يقتصر الأمر على جنس المريض فقط في التأثير على نتائج القلب؛ فجنس الطبيب يحدث فرقا أيضا، وأوضحت إحدى الدراسات التي أجريت على المرضى الذين عولجوا في مستشفيات فلوريدا أنه عندما عولجت النساء من قبل طبيبات انخفض احتمال معدل الوفيات لديهن من 11.9% إلى 5.4% مقارنة بمجموعة الدراسة بأكملها.
الجزيرة