إشاعات الإقتراب من توقيع وقف إطلاق نار هي جزء من الحرب النفسية. بعد اليأس من تحقيق الانتصار العسكري وميلان الكفة الواضح في صالح الجيش بما يعني سحق المليشيا في حال استمرار الحرب، إنتقل حلفاء المليشيا خطوة للأمام بالتبشير بوقف الحرب بدلاً من الدعوة لوقفها، وبذلك يحققون عدة مكاسب. منها التلاعب بنفسية المواطن بتهيئته للقبول بالأمر الواقع، بوجود المليشيا وسيطرتها وعجز الجيش؛ وأيضا بنشر الإحباط والتشكيك وسط الصف الوطني الداعم لخيار الحسم العسكري؛ والنتيجة تثبيط الإرادة والحماس تجاه الحرب عموماً وإضعاف الجيش معنوياً.
صحيح أن الحرب ستنتهي بالتفاوض في النهاية، ولكن تفاوض وفق شروط الجيش لا كما يتمنى حلفاء المليشيا بتقاسم السيطرة على الأرض ومن ثم السلطة بين الجيش والمليشيا.
وقف الحرب يعني حل مشكلة مليشيا الدعم السريع نهائياً وللأبد، وليس منحها شرعية جديدة ودور سياسي جديد بموجب اتفاق سلام برعاية إقليمية ودولية.
للمليشيا طريق واحد لتحقيق أهدافها وهو التفاوض، ولكن الجيش يملك طريقين، التفاوض أو الحرب حتى سحق المليشيا. والكل يعلم ذلك. ومن يرددون عبارات “لا حل عسكري ولا يوجد طرف يستطيع الانتصار في الحرب” إنما يعبرون عن رغبتهم، فهم لا يريدون انتصار الجيش.
ولكن الحقيقة هي أن هناك منتصر وهناك مهزوم في هذه الحرب، والمنتصر هو الجيش والمهزوم المليشيا، والمنتصر يفرض شروطه على المهزوم.
حليم عباس