أحمد ربيع… أول خازوق في دبر الثورة

بعد الثورة وعند التوقيع على الوثيقة الدستورية…. قدمت قوى الحرية والتغيير الأستاذ أحمد ربيع ليكون ممثلها وممثل الشعب والجماهير تقديراً لدور المعلم والتعليم في بناء الأمم.. فلو لا المعلم لما كانت الحضارات وماكان التقدم والإزدهار.

سألت نفسي حينها متعجباً… أحمد ربيع؟؟؟ من هذا الشخص يا يوسف… ومن أين أتى؟؟؟
فلم اسمع به يوماً من قبل… ولم أشاهده في مخاطبة يشجب ويدين القتل في ربوع بلادنا.. ولم أراه يتحدث في ندوة عن تدهور التعليم في سوداننا… لم يرافقنا في المظاهرات… ولم يتذوق طعم الجلد في المعتقلات… لم اسمع به من اي صديق… بل ولم أراه في حياتي قبل يوم توقيع الوثيقة الدستورية.

أجبت نفسي قائلاً تباً لك يا يوسف… فمن تظن نفسك… هل رأى الصحابة ملائكة الرحمن وهم يحاربون معهم يوم بدر؟؟؟ فالله جنود لا يعرفهم إلا هو… وربما أحمدٌ هذا أحدهم… فأحسن تقطم يا عركي…. هكذا خاطبت نفسي.

اشدنا بتوقيع الإتفاق والوثيقةالدستورية… ولا بأس أن يمثلنا الأستاذ أحمد ربيع… فالمعلم السوداني جدير بهذا التبجيل والإحترام…. وتم التوقيع وحلقنا في غياهب الأحلام والأمنيات.
بدأ احمدٌ هذا في محاولة إنشاء نقابة لمعلمي السودان تدين له بالولاء المطلق والطاعة العمياء لينصب نفسه إلهاً فوق الشبهات على معلمي بلادي…. وطالب بحصته من الكعكة وفرض نفسه ليكون مديراً عام ورئيساً لمجلس إدارة مدينة المعلم الطبية!!!!!!!!

سألت نفسي حينها ما علاقة الفيزياء والرياضيات بإدارة المستشفيات والمرافق الصحية… وهل يستطيع أحمدٌ هذا أن يدير مرفق صحي بهذه الضخامه…. بل هل له علاقة بالإدارة؟؟؟؟؟…. فذهبت أبحث وأتقصى في سيرته الذاتيه فلم أجد ما يؤهله لإدارة هذا الصرح…..

وتدهورت مدينة المعلم الطبية في زمانه وهجرتها الكوادر المميزه وفقد المعلم اهم المرافق الصحية والتي تقدم له الخدمات الطبية بأسعار رمزية وفي متناول يده….

بدأ هذا الخازوق بعد توليه إدارة مدينة المعلم الطبية في خصخصة هذا الصرح بإسم المعلم… ليتحول إلى مرفق خاص يقدم خدماته بأعلى الأسعار دون حسيب او رقيب…

وانتفخت كرش أحمد…. وأصبح يكنز الذهب والفضة… ويشيد لنفسه مملكة من أموال المعلمين المغلوبين على أمرهم… وبإسم الثورة بكل نضالاتها وتضحياتها….

وبعد إنقلاب العسكر والجنجويد على السلطة المدنية… تغابى هذا الخازوق المعرفه في الثورة وفي قوى الحرية والتغيير وفي حبوبتو زاتها…

لكم الحق يا تروسنا في الشارع في أن تهجروا التعليم… فشوارعنا الآن هي خير معلم للشهامة والوطنية ومكارم الأخلاق…..

ولو علم أمير الشعراء يوماً بأنه سيأتي على الناس زمان يكون فيه بعض المعلمين بهذه الوضاعة لما كتب فيهم قائلاً:
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا
كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا

يوسف العركي

Exit mobile version