أقيلوا هيئة القيادة وسنوقف الحرب خلال المدة اعلاه، هكذا قال قائد مليشيا الدعم السريع موجها رسالته للقوات المسلحة التي خاض حرب تجاهها لاكثر من ثلاث أشهر ، قتل فيها ما قتل واسر وجرح فيها المئات وبعد عجزه عن تحقيق اهدافه بنفسه وبكل بساطة قال لهم- اقيلوا هيئة القيادة للقوات المسلحة، (يعني حققوا اهدافي انتم مقابل وقف الحرب) وذكر هذه الرسالة عند ظهوره بالامس اختلف العديد من المتابعين حوله حقيقة أو كان مزيفا فهذا بالنسبة لنا غير مهم، وغير موضوعا للجدل وانما المهم ماذا يريد هذا الرجل بحربه هذه وحشوده وقواته وحلفائه والدمار الذي خلفه وجوقة المستشارين الذين يصدحون ليل نهار تجميلاً له، ولكن كما يقال الطبع يغلب التطبع ظهر برسالته المليئة بالاحباط لمستشاريه السياسيين وقال فقط اقيلوا فلان وعلان! فقد اظهر ان هذه الحرب من اجل غبائن شخصية ومن اجل تحقيق انتصارات ذاتية، فهي ليست بتلك العريضة الاهداف والغايات السياسية والمتعلقة بالعدالة الاجتماعية.
هذا القائد كان بنفس هذه القدرات والطموح ومستوى التفكير ولكنه منح ترسانة عسكرية اكبر مما يدركه وما يتصوره، فقد مكنه بذلك البشير مكايدة في الجيش وفتحت له الابواب الخارجية ليتمدد اكثر واكثر ، ففي النهاية امتلك ترسانة بدون مشروع ومهما سعى مستشاريه لتركيب مشروع سياسي له الا انه كلما يتحدث ينسف كل تلك الجهود وكما قيل تحدث لكي نراك فانه تحدث ورايناه ومن قبل عشنا كمواطنين ممارسة جنوده(من يكبرون ويهللون له) فهم اقرب لخطابه عن ما يقوله مستشاريه.
دعنا نقول انه وضع سقفا تفاوضيًا بذلك الحديث انه فقط يريد تغيير هيئة قيادة القوات المسلحة، وسيوقف الحرب ، مع علمنا التام انها (هيئة القيادة) كانت اكثر جهة مرنة في التعامل مع الدعم السريع عن بقية ضباط الجيش الذين يرونها كانت متساهلة في التعاطي مع المليشيا ويرونها انها لم تحسمها منذ البداية، غض النظر عن غرابة الطرح ولكن اذا ما تعاطينا معه فانه بغياب هؤلاء سوف ياتيه من قاموا بالانقلاب ضده قيادتهم بسبب الدعم السريع ومن لا يبادلونه حتى التحية العسكرية تعبيراً عن عدم الاعتراف به وبرتبته، وهو يعلمهم جيدا، هل سوف يطالب باقالة وتطهيرهم من الجيش بحجة انهم كيزان كما كنا نسمعه منه ومن حلفائه ايام الإتفاق الإطاري ؟ ولماذا تفكك القوات المسلحة ارضاءا له؟ الم تكن كل الاجراءات التي اتخذت من قبل لتجنيب البلاد الحرب والهاوية التي اوصلنا هو بسببها الان؟ فماذا بعدها لتخيفنا به؟.
لماذا لا ينظر قائد المليشيا لنفسه ولقواته المكونة نخبتها وقادة افرعها الرئيسية من اسرته وقبيلته فقط؟ كيف لها بهذه التركيبة ان تصلها الجراءة في الطعن والحديث عن المؤسسات الاخرى بسبب الايدلوجية او الجهة الجغرافية، الم تكن الايدلوجية والجهوية ارفع مكانة في التكوين من الاسرة والقبيلة ؟ من هم الاولى بالاصلاح وكيف للمريض ان يداوى غير ان يعادي وهو بهذه الحالة؟ من يحملون رايات الاصلاح فليطبقوه في انفسهم، وفي انفسكم افلا تبصرون؟ وقطع شك اذا تبقى في الجيش رقيب فقط لن يرضى بعد اليوم بوجود المليشيا وسوف يكون لها الولاء كمؤسسة شرعية.
نعود لخطاب القائد كما يحلو لاتباعه مناداته به بعدما كان يقال له النائب، فقد اوضح جليا في حديثه انه الجهة التي ستوقف الحرب وخلال (72) ساعة، وبالمقابل اقر بانه من اشعلها فمن يأمر بوقفها خلال هذه المدة حتما انه قد أمر بإشعالها، عموما قد ارتحنا كثيرا بهذه العبارة فمن يبحثون عن وقف الحرب عليهم التوجه اليه مباشرة دون غيره، بغض النظر عن المطالب التي قالها فهو سيوقفها وقد اقر بذلك .
ان القوى السياسية الحليفة له والتي ظلت تبني خطابها للفلول والمجهول والبلابسة (بل بس) وغيرهم ها قد ظهر القائد بنفسه ونسف كل هذا الخطاب وعفى المتهمين زوراً عندكم باشعال الحرب وطلبكم لوقفها منهم، فقد قال لكم ها انذا سأوقف الحرب وخلال المدة كذا وكذا، فقط افعلوا كذا وكذا، وهذا تصريح اعتقد سيريح الجميع ويجعلهم يركزون جهودهم على الشخص المعني والجهة المتخذة القرار والمتسببة في الدمار.
ارجوا ان لا يكذب الناس ظهور قائد المليشيا فهذا هو قد اقر بنفسه وامام جنوده باستطاعته لوقف الحرب والتشرد والخراب الذي يحدث في البلاد وقد نشرت منصاتهم ذلك.
مبارك اردول