*نعم للجنجويد، لا للكيزان*
بقلم د. محمد عثمان عوض الله
🔹 *الجرائم*
بشهادات دولية ومحلية من منظمات وحكومات وهيئات وتوثيق فيديوهات وشهود عيان والضحايا، فقد مارست قوات الجنجويد الجرائم الاتية: الاختطاف، القتل، التهجير القسري، الابادة الجماعية، احتلال منازل المواطنين والمستشفيات والمرافق الخدمية والأحياء السكنية وتحويلها الى ثكنات عسكرية ومنصات انطلاق الأسلحة، وحرق الاسواق ونهب البنوك والهجوم على البعثات الديبلوماسية، واغتصاب الفتيات واشعال الحرب من أجل السلطة، … الخ. جرائم ليس لها مثيل حتى في حروب التتار.
🔹 رغم كل جرائم الجنجويد أعلاه، إلا أن قحت المركزي رفعت شعار لا للحرب، نعم للمفاوضات السياسية لتحديد مستقبل السودان ما بعد الحرب.
🔹 قحت المركزي تريد المفاوضات بين: الجيش، الجنجويد، قحت المركزي. لكنها اقصت المؤتمر الوطني وعدد من الأحزاب الوطنية الأخرى. ورفعت شعار: لا للكيزان. أي قحت المركزي تقول: نعم للجنجويد لا للكيزان.
🔹 رغم أن قحت المركزي إعترفت بجرائم الجنجويد وأدانتها. إلا أنها اعتبرتهم طرفا أصيلا في حالتي الحرب والسلم والمفاوضات وتشكيل الحكومة القادمة وتشكيل ستقبل السودان. رغم.
🔹 رغم اعترافها بجرائم الجنجويد إلا أن قحت المركزي تجوب دول العالم، لتقدم الجنجويد كأحد أطراف العملية السياسية، ولتحرض العالم بحظر طيران الجيش السوداني رأفة بالجنجويد ولكي تنقذهم وتنفخ فيهم الروح كطرف أصيل.
🔹 عدا الكيزان وبعض الأحزاب الوطنية، فان قحت المركزي تتعامل معهم بالاقصاء الكامل.
🔹 تعترف قحت المركزي بأن المؤتمر الوطني والكيزان بأنهم طرف أصيل ومؤثر في الحرب. ورغم أنها إعترف بأحقية أطراف الحرب الأخرى في التفاوض من أجل ايقافها ومن أجل السلام، إلا أنها لا تعترف للمؤتمر الوطني ولا الكيزان بحق الوجود ناهيك عن حق التفاوض والحوار في أي شأن وطني. أي إقصاء كامل مع الإعتراف بوجوده المؤثر كطرف أصيل.
🔹 هل من تناقض؟
1/ إذا كانت قحت المركزي تطالب بإقصاء المؤتمر الوطني بمعيار الجرائم؟ اذاً لماذا لم تقصي الجنجويد بنفس معيار الجرائم أيضا؟
2/ إذا كانت قحت المركزي ضد شعار الحرب على الجنجويد المجرمين بسبب الدعوة الى السلام؟ إذاً فلماذا ترفع شعار الحرب (بل بس) ضد المؤتمر الوطني والكيزان، ولا تدعو الى السلام؟
3/ إذا كانت قحت المركزي مع شعار المفاوضات السياسية بينها وبين أطراف الصراع حتى الذين ارتكبوا أفظع الجرائم، إذاً فلماذا تستثني منهم المؤتمر الوطني والكيزان رغم قولها بأنه الطرف الأصيل في الحرب؟
🔹 ماذا يعني ذلك؟
1/ يعني أن العرض المقدم للمشاركة في الحوار السياسي رغم الجرائم الجنائية المثيتة والمدانة، عرض لصالح للجنجويد فقط.
2/ يعني أن التضحية بأي ثمن من أجل السلام، رغم الجرائم الجنائية المثيتة والمدانة، هو عرض خاص فقط بالجنجويد.
3/ يعني أن رؤية قحت المركزي مبنية على: أن نفس الأطراف الذين جلسوا وتفاوضوا مع أنفسهم منذ 2019، ووقعوا مع مع أنفسهم الوثيقة الدستورية، وشكلوا حكومة حمدوك الاولى والثانية والثالثة، و حكموا عليها بالفشل وأعادوا تشكيلها ثلاث مرات، ونفذوا مجزرة فض الاعتصام، ونفذوا انقلاب 25 اكتوبر، والانفاق الإطاري، وبعثة فولكر، وأخيرا حرب 15 أبريل…. نفس هذه الأطراف، هم انفسهم يقصون خصومهم السياسيين مرة أخرى، ويجلسون مع أنفسهم مرة أخرى في جدة ونيروبي وأديس أبابا، ومصر ليعيدوا نفس العلاقة القديمة بينهم ونفس الاتفاق وإن كان باسم مختلف. عدا المؤتمر الوطني وبعض الأحزاب الوطنية الأخرى. أي يمارسون نفس الإقصاء لا للكيزان، بل بس.
🔹 الحسابات؟
هل المسألة مجرد إحتكار؟ عناد؟ مكابرة؟ وادعاء؟ وتشاكس وتربص و استنزاف وإبادة الآخر؟ هل تريد قحت انقاذ حليفها رغم كل جرائمه بغض النظر عن المنطق والقانون والمجتمع؟
أم أن المسالة بمعايير المنطق، ومصلحة الوطن، و البحث عن حلول، و فن الممكن؟
🔹 الخلاصة
يجب أن يعي الجميع الدرس، خاصة قحت المركزي، وأن سودان مابعد حرب الجنجويد وجرائمهم، ليس هو سودان ما قبلها وأن موازين القوى قد تغييرت. وأن الإدعاء الكاذب والسواقة بالخلاء وسرقة التمثيل المدني، واحتكار الحلول وهندسة الحلول ،… الخ
كل ذلك يجب أن يتوقف. يجب على قحت المركزي أن تواجه نفسها بالحقائق على الأرض وأن تتعامل معها لا تتعامل مع افتراضاتها الفطيرة وإن استقوائها بالاجنبي لن يحيلها الى حقائق.
بقلم د. محمد عثمان عوض الله