أنا أتصور بعد انقلاب اللواء بكراوي أن البرهان التزم للضباط بحل مشكلة الدعم السريع وعلى هذا الأساس تم احتواء حركة بكراوي.
بعد الإطاحة بحكومة حمدوك تفرغ الجيش لمشكلة الدعم السريع.
عبقرية البرهان، في رأيي، تكمن في تجنب المواجهة مع الدعم السريع في ظل حكومة حمدوك وزخم الثورة والتأييد الخارجي، الغربي تحديداً، ونجاحه في احتواء انقلاب بكراوي الذي كان سيتحول إلى حرب مع الدعم السريع ومعه حكومة الثورة برئاسة حمدوك ومن وراءهم كتلة كبيرة هي الكتلة التي عارضت انقلاب اكتوبر وجزء كبير منها يقف الآن مع الجيش وبحماس،
كل هؤلاء كانوا سيقفون ضد الجيش لو تم انقلاب بكراوي في ذلك الوقت. البرهان احتوى ذلك الانقلاب ولكنه نفذ انقلاب آخر بعد شهر وهو أمر يُحسب له. بعد ذلك استمر الجيش في خطة وضع حد لمشكلة الدعم السريع والتقارب مع القحاتة جاء في هذا السياق وليس بسبب أطماع البرهان، بل سبب السباق مع حميدتي، وحالياً اي تواصل معهم سيكون ضمن السياق نفسه. ولكن قحت ليست شيئاً، إنها مجرد قطعة في الرقعة يمكن تحريكها.
المعركة الأصلية مع الدعم السريع؛ ولقد خسر المعركة منذ نجاح انقلاب 25 اكتوبر الذي نزع أكبر وأهم غطاء كان يمكن أن يتمتع به حميدتي والممثل في حكومة الثورة.
حميدتي حاول تصحيح خطأ انقلاب 25 اكتوبر بانقلاب 15 أبريل وفشل، وهو مهزوم منذ فشل ذلك الانقلاب في اليوم الأول.
حليم عباس