تفاصيل احتلال مليشيا الدعم السريع لمدينة “مروي” _(1) ..
قصة الضابط المتقاعد من الجيش الذي هاجم ارض اجداده ..
رشان اوشي
قبل عام ونيف، وبحسب روايات شهود العيان من مواطني مدينة “مروي” _ الولاية الشمالية ، حاول قائد مليشيا الدعم السريع “محمد حمدان دقلو” صناعة جيش من خلال تجنيد ابناء المنطقة ، ولكنه وجد الباب موصداً تماما ، عندما رفض ابناء المنطقة من المجموعات السكانية القديمة عروض التجنيد والحصول على رتب عسكرية .
لم يشعر الرجل باليأس ، واتجه الى صناعة واقع اجتماعي جديد ، وذلك بتحريض بعض المجموعات السكانية الوافدة الى المنطقة على السكان الأصليين، وأفتعال صراعات قبلية لم تشهدها الولاية الشمالية خلال تاريخها الطويل الممتد الى حوالي (10) سنة قبل الميلاد عمر الحضارة المروية والنوبية .وهذا المخطط ايضاً باء بالفشل ، فالناس هنا يحتكمون للقانون ولا يخرجون عليه ابداً.
افلح شقيقه “عبدالرحيم دقلو” والمعروف بدفع الرشاوي بسخاء كبير ، في استقطاب بعض زعماء العشائر من القبائل الوافدة الى المنطقة ، واقناعهم بضرورة تجنيد أبنائهم في مليشيا “آل دقلو” ،ولكن فشل رجال الإدارة الأهلية في اقناع الشباب ، هذه المناطق يسودها الوعي وتصعب قيادتها على طريقة “الخم” والتحشيد.
لم يجد الشقيقين “دقلو” سبيلاً لاختراق المجتمع ، حاولا احتلال “سد مروي” وذلك بإرسال قوة من المليشيا مدججة بالسلاح الى محيط السد ، في ذات الوقت كانت القوات المسلحة تحرس المنشأة الحيوية بالغة الاهمية ، ضابط برتبة رائد قطع الطريق على قوة المليشيا ، عندما استفسر قائدها عن سبب مجيئهم الى هذا المكان ، اجابه بأنهم كلفوا من نائب رئيس مجلس السيادة “حميدتي” بحراسة السد والانتشار في محيطه ، طالبهم الضابط بالعودة فوراً الى حيث أتوا والا سيضطر الى مواجهتهم عسكرياً، وقام برسم خط بعصاة كان يحملها على الارض ، وامر جنوده بإطلاق النار فوراً حال عبر شخص او تاتشر الخط المرسوم على التراب، هاتف قائد قوة المليشيا قائده وابلغه بموقف الضابط، وعادوا ادراجهم.
بعدها بدأت رحلة الاختراق الناعم ، حيث اشترى”حميدتي” قطعة ارض زراعية مملوكة ل (عمدة) قبيلة ، تبعد مسافة (200) متر تقريباً من حرم مطار مروي المدني ، وكلفه بتغيير سندات ملكية الارض من زراعية الى سكنية ، رفضت سلطات الولاية طلب العمدة ، بحجة ان سلطة الطيران المدني تمنع تشييد مباني في هذه المنطقة، وابلغوه ايضاً انه لا يمكن زراعة اي نوع من الاشجار تجذب الطيور .
عندما شعر “حميدتي” بصعوبة تنفيذ خطته بتشييد معسكر لقواته حول المطار عبر الطرق الرسمية، اتجه الى فرض رغبته على الجميع، وبدأت فعلياً عمليات بناء على قطعة الارض، وخلال (10) ايام فقط استطاع تشييد المباني الى مستوى السقف، كان العشرات من عمال البناء يعملون ليل نهار، وجرارات ضخمة محملة بمواد البناء تفرغ شحناتها طوال اليوم ، عندما استفسرت ادارة المطار عن ماهية المباني ابلغوها انها مجمع لتحفيظ القرآن ، ولكنها في حقيقة الامر ثكنة عسكرية قصد منها ايواء القوات المقرر لها احتلال المدينة بمرافقها الحيوية ..
في الحلقة القادمة .. نكشف مزيداً من التفاصيل حول الضابط برتبة عميد الذي قاد قوات المليشيا لاحتلال ارض اجداده .. وتفاصيل احتلال المدينة فعلياً ، المخطط الذي افشلته القوات المسلحة بدون سقوط شهيداً واحد من المدنيين ولا تضرر ممتلكاتهم الشخصية ..