من يتصور أن مليشيا الدعم السريع ستذوب مثل جبل جليد في حر السودان ..لم يقرأ المشهد
بعض النظر عن صحة أو عدم صحة الفيديو المنسوب لقائد المليشيا المتمردة، لا أتصور أن حياته ومماته سيان كما يقول البعض، فحياته تعني الكثير والكثير جداً، وبلا شك أنها مؤثرة في مسار الحرب الدائرة وقفا أو استمرارا، ومؤثرة جدا في المستقبل العسكري والسياسي لهذه المليشيا،
ولا أتصور أنه يمكن قراءة المشهد السياسي بدون هذه المليشيا في العشرة سنوات القادمات، صحيح أن القوة العسكرية الضاربة للمليشيا المتمردة قد تم ضربها بشكل كبير وأصبحت لا تمثل مهدداً عسكرياً مؤثراً،
وصحيح أن ما ارتكبته المليشيا من فظائع لا إنسانية لا يتيح لها لعب دور سياسي مؤثر، لكن الأصح من كل هذا أنها ستكون حاضرة في المشهد السوداني،
من يتصور أنها ستذوب مثل جبل جليد في حر السودان القاهر لم يقرأ المشهد جيدا، ويغلب رغائبه على أشياء موضوعية لا يمكن اغفالها،
ولكن المسالة الحاسمة ستكون في قدرة المفاوض العسكري في الضغط على الأطراف الدولية لتحقيق مكاسب عسكرية في أي مفاوضات قادمة،
وستكون قدرة المفاوض الحكومي على المحك في تحقيق كسب سياسي وطني يعبد الطريق نحو جمهورية جديدة ، ولكن قبل كل ذلك يجب أن تكون صورة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حاضرة عند المفاوض العسكري والسياسي، وهو يحمل غصن الزيتون بيد وبندقيته بيد أخري، وهو يقف شامخاً ليقول للرئيس الأمريكي كلينتون لو وقعت هذا الاتفاق سيقتلونني.
علي عثمان