من لم يتعلم درس الأربع سنوات الماضية؛ سيبقى في العتمة [2019-2023].

من لم يتعلم درس الأربع سنوات الماضية؛ سيبقى في العتمة [2019-2023].
– العبارة أعلاه اقتباس بتصرّف طفيف من مقولة منسوبة للشاعر الألماني جوته ” من لم يتعلم درس الثلاثة آلاف سنة الماضية، يبقى في العتمة”.

– ما حصل مرّ على تاريخ السودان الحديث على الإطلاق زي الأربعة سنوات الأخيرة(2019-2023) ..ما حصل في تاريخ السودان خلال أربعة سنوات بس حصلت ( ثورة – فترة انتقالية – اتفاقية سلام – حرب ) ..

كانت الحاجات دي بتحصل على فترات مُتباعدة، ما حصل كلها اتكثّفت خلال فترة قصيرة زي دي و حصلوا ورا بعض زي الأربعة سنوات الأخيرة دي.

– في هذه السنوات دروس مكثفة للغاية، لكل الفاعلين فيها، دروس للشباب/المجتمع عبر الثورة .. دروس للسياسيين بكافة اتجاهاتهم عبر الفترة الانتقالية …

دروس للحركات المسلحة عبر اتفاقية السلام … دروس للعساكر عبر الانقلاب والحرب … و دروس لينا كلنا مع بعض عبر كل الحاجات دي في نفس الوقت.

– الدروس و المراجعات المطلوبة من كل الفاعلين .. ابتداءً مننا كشباب طلعنا في الثورة .. مراجعات مطلوبة من القوى السياسية الكانت متسيّدة المشهد – للأسف ماف أي مراجعة منهم بل بطبّقوا في نفس الغلطات بالنَص – … مراجعات مطلوبة من العساكر في علاقتهم بالمدنيين و بالمجتمع بالذات الإصلاحيين و العندهم راي في طريقة ممارسة قادتهم للسياسة .. و مراجعات كذلك مطلوبة من الحركات المُسلحة.

– كشاب كان في الثورة لو سُئلت عن شنو الحاجة اللي لو رجع بي الزمن حاعيد النظر فيها ؟ .. إجابتي حتكون ” سؤال البديل منو؟” … كنا بنستهتر بالسؤال دا و بنعتبره مجرد حيلة من الأجيال القديمة و من الكيزان الكانوا في السلطة عشان تكسير المجاديف و الركون للراهن أيّاً كان شكلو. اتضح إنو دا أهمّ سؤال.

– رغم إنو الواحد قرا عن الموضوع دا زمان و عن أهمية ما يُستبدل به الاستبداد، و كتابات الكواكبي و غيره؛ لكن رغم ذلك = الواحد كان مدفوع بالحنق و الحماس أكتر من التريّث و البناء .. و برضو كشباب كان عندنا زُهد في العمل السياسي و تركيز على العمل الطوعي … بالتالي الساحة السياسية اتملت بي قوى أنهكتها الإنقاذ و حوّلتها إمّا لأتباع و بيادق أو مجرد أشباح و أصداء ليها ما بقدروا يفكّروا خارج فلكها.

– ربما بعد الاضطراب الفظيع الشهدته البلد في السنوات الاخيرة و اللي وصل ذروته بالحرب = مفروض نعيد النظر في كثير من الوسائل التغييرية اللي كان بيغلب عليها الراديكالية و دق الجرس و اللي بعيدة عن الفهم و البناء … ربما فكرة ” الثورة” في حد ذاتها محتاجة إعادة نَظَر، و إنو بالإمكان أفضل مما كان … القصة ما ندم على خطواً تملي مشيناه لي قدام .. بقدر ما إنو نكون منفتحين على مراجعة كل خطواتنا و مستعدين نتقبل تحديد الغلط كان وين و لو على أنفسنا و الأقربين.

علي أبو ادريس

Exit mobile version