لا شك أن من خططوا لمحاولة 15 أبريل للاستيلاء على السلطة لم يتوقعوا ردة فعل الشعب السوداني؛ لم يفكروا، ولو على سبيل إفتراض الأسوأ، بأن الشعب سينتفض ضدهم إلى درجة الدخول في المعسكرات وحمل السلاح. هم لم يتوقعوا حرباً طويلة، لم يتوقعوا كل هذه الإنتهاكات والجرائم وبالتالي من المستحيل أن يحسبوا حساب ردة الفعل الشعبية الغاضبة بسبب هذه الانتهاكات والجرائم.
لقد كان مشروع الاتفاق الإطاري منبوذاً شعبياً حتى بدون حرب وكان سقوط أي حكومة مترتبة على هذا الاتفاق مسألة شبه مؤكدة. أما بعد الحرب فقد أصبح إعادة إحياء الاتفاق الإطاري أو أي نسخة مشابهة أمر شبه مستحيل. لا يمكن فرض حكومة من العملاء على شعب خاض حربه ضدهم وانتصر فيها؛ مجرد التفكير في أمر كهذا هو ضرب من الجنون ليس إلا.
حليم عباس