جاء في كلمة جعفر حسن: (ربنا يرحم شهداءنا في الحرب “المفاجئة” التي أشعلها الفلول … استهل الاجتماع أعماله بمناقشة الانتهاكات الضخمة التي تعرض لها المدنيين من احتلال لمنازلهم، من قتل، من سفك للدماء “من كل المتقاتلين” )، وكان من قبل قد حمّل الكيزان المسؤولية عن البنقو ، والفجور في الاعتصامات ( لإثارة الرأي العام في مجتمع محافظ )
▪️من الواضح أن خطة جعفر حسن، ومن معه، تقوم على تبرئة الدعم السريع من المسؤولية عن إشعال الحرب، وتجاهل بعض جرائمه، ومناصفة بعضها الآخر بينه وبين الجيش، ليخرج الدعم السريع من هذه القسمة الضيزى كاسباً، وليكون المعني بشعار “لا للحرب” هو الجيش، لا الدعم السريع، ولا الطرفين !
▪️ من الواضح أنه تعمد استخدام كلمة ( المفاجئة ) لوصف الحرب، وغرضه الساذج هو “السواقة” وأن يمسح من ذاكرة المستمعين الحشد للانقلاب/ الحرب، وغزوة مروي، وقول بابكر فيصل وكمال عمر وشوقي عبد العظيم إن الحرب متوقعة، بل حتمية، في حال تعثر “عمليتهم السياسية” الخالية من المشاركة/ الإغراق .
▪️لن نكون متعسفين في التأويل إذا قلنا إن “شهداءنا” يمكن أن تشمل قتلى الدعم السريع، وتستثني قتلى الجيش، ببساطة لأن الأوائل، حسب الرواية القحتية، ضحايا عدوان ومارسوا حقهم في الدفاع عن النفس، ولأن الأخيرين معتدين !
▪️ لم يأتِ على سيرة جرائم الاغتصاب، والخطف، والنهب، والتخريب واحتلال المستشفيات، وسرقة السيارات .. إلخ، والسبب معلوم، وهو أنه لا يريد أن يتوسع في ذكر الجرائم الثابتة على المتمردين حتى لا يتضح الكذب أكثر في تعبير “من كل المتقاتلين” .
▪️ توزيع المسؤولية عن جرائم القتل واحتلال المنازل، عندما يأتي من مثله، فهو يحمل بداخله – على عكس مراده – الإدانة الكاملة للمتمردين، لأن هذا هو أقصى المتاح لأمثاله، في ظل انفراد حلفائهم بالجرائم، وثبوت ذلك للكافة، فلو كانت هناك حقاً مسؤولية مشتركة، فالتصرف الطبيعي لمثله هو تحميل المسؤولية كاملةً لخصومه، أو على الأقل الجزء الأكبر منها، وهو الذي حمَّل المسؤولية عن بنقو وفجور الاعتصامات كاملةً لخصومه، مع عدم توفر المشاركة !
▪️ عدم غضب الدعم السريع من توزيع المسؤولية عن الجرائم على الطرفين، وعدم رده على موزعيها، يثبت أنه على يقين تام بانفراده بارتكاب الجرائم، وأنه يقدِّر الخدمة التي يقدمها له الحلفاء .
▪️لم يجد جعفر، ومن معه، جريمةً للجيش ليحشروها في وسط الجرائم التي يحملون مسؤوليتها للطرفين ليعطوا انطباعاً بأن توزيعهم للمسؤولية ليس انحيازاً لحليفهم وإنما مجرد تلخيص وإجمال غرضه عدم التوسع في تحديد المسؤوليات .
▪️ في الحالتين لم يبحث المتهومان عن الشماعات إلا بعد أن أصبح الأمر فضيحة كبرى، حيث لم يبحث جعفر عن شماعة للفجور إلا في آخر اعتصامات ( مستشفى الجودة وغيرها)، وحيث لم يتحدث مستشارو التمرد إلا بعد حوالي شهرين عن قوات تنتحل صفة الدعم السريع وتحتل المنازل في الأحياء الواقعة تحت “سيطرتهم”!
▪️ إذا كان جعفر حسن على قناعة بأن ( الفلول ) هم من أشعلوا الحرب فلن يستطيع إلزام نفسه بالصمت لأكثر من ثلاثة شهور، ولن يستطيع زملاؤه إلزامه بالصمت من أجل تفادي تهوراته وفاولاته، على الأقل لن يستطيعوا إلزامه بالصمت عن هذا الاتهام تحديداً .
▪️في الحالتين كانت الأفعال التي تبرأ منها، والتي وزع المسؤولية عنها، تشبه المتبرئين، والطرف الذي تخدمه المناصفة/ توزيع المسؤولية ، أكثر من خصومهم المراد إدانتهم بها .
▪️ في الحالتين كان المتهومان الأصليان منزعجين من كثرة الإدانات للأفعال موضوع الإدانة ( تعاطي المخدرات وجرائم الحرب ) على عكس المفترض في حالة براءتهما، أو اشتراك غيرهما .
▪️وفي الحالتين كانا يحاولان التهوين من الجرائم، حيث كان النفي لوجود الخمور والمخدرات أكثر من الاعتراف وتحميل المسؤولية للكيزان، وحيث كان التهوين من جريمة احتلال المنازل، يوسف عزت : ( هناك تصخيم، فمن يحتلون البيوت لن يأخذوها معهم ) !
▪️ وفي الحالتين لم يقدم المتهومان أدلةً مقنعةً، أو حتى غير مقنعة، على أنهما قاوما هذه الأفعال التي ينسبانها لغيرهما عندما حدثت في مناطق تواجدهما ( الاعتصامات والأحياء ) .
▪️ لو كان الكوز هو السكير والسطلنجي، لا الراستا، لكانت أولى مهام حكومة قحت هي تجفيف مصادر “بهجة” الكيزان، ولكانت حملات المكافحة، لا السياسات الأقرب للتشجيع، على رأس أولوياتها !
▪️ولو كانت الكوزة هي صاحبة ( التعبيرات التي تستفز المجتمع المحافظ )، لا الفيمنست، لكانت محافظة المجتمع قد تجذرت أكثر في زمن السعي لتمثيل الفيمنستات للمرأة السودانية !
تباً للزيف ..
تباً للعالف والمعلوف
إبراهيم عثمان