بعد مواقف قحت-المركزي الأخيرة، فقدت مليشيا الدعم السريع الغطاء السياسي وأصبحت منكشفة وعارية تماماً.
ما عادت مشاركة ما يُسمى ب “القوى المدنية” في المفاوضات والتي كانت تمثلها قحت في إطار تحالفها مع المليشيا مطروحة؛ فقد تخلت قحت مكرهة عن ادعاء تمثيل القوى المدنية وأصبحت تدعو لعملية سياسية جديدة تستوعب كل السودانيين حسب وصفها، وهو ما يعني اعترافاً صريحاً منها بأنها لاتمثل القوى المدنية وبالتالي فمشاركتها في التفاوض كظهير مدني للمليشيا لم تعد ممكنة. هذا الباب قد تم إغلاقه نهائياً.
ربما تسعى مصر لدفع القوى السياسية السودانية نحو إطار سياسي جديد بمعزل عن المليشيا المتمردة وهو ما سيزيد عزلة المليشيا ويعيد تعريفها كقوة عسكرية متمردة على الجيش وعلى الدولة. وهو الوضع الطبيعي للمليشيا، ويجب أن يعمل الجيش والقوى الوطنية المساندة له بكل الوسائل لتأطير المليشيا ضمن هذا الإطار؛ إطار القوة العسكرية المتمردة على قيادة الجيش والتي لا تملك أي صفة سياسية ولا يحق لها بالتالي الخوض في أي مناقشات سياسية. وهو أمر أصبح أسهل بعد الطلاق القسري بين قحت والمليشيا.
حليم عباس