يموت أفراد مليشيا الدعم السريع بالعشرات بشكل يومي في الخرطوم؛ موت مجاني بدون أي هدف، فمعركة الخرطوم انتهت.
قيادة المليشيا لا تكترث لحياة المواطنين السودانيين هذا مفهوم، ولكن عدم اكتراثها لحياة أفرادها فهذا جنون.
هؤلاء الشباب الذين يموتون بشكل مجاني إذا كانت قيادتهم العسكرية والسياسية لا تهتم بهم ولا قياداتهم الأهلية ولا أهاليهم، لا أحد يهتم بأمرهم فمن تريدون أن يشفق عليهم بالنيابة عنكم؟ الجيش أم الشيطان؟
لن يشفق عليهم أحد وسيموتون هكذا ويتم رميهم مثل محصول فاسد لا قيمة له، وحتى دفنهم لا يتم بشكل يليق بإنسان؛ فقد شاهدت فيديو بالأمس كيف يدفن بعض صبية المليشيا رفاقهم؛ ثلاثة في قبر لا يتعدى عمقه نصف المتر، يرمهيم فيها فوق بعض بمنتهى السبهللية فتى عشريني يلبس برمودة وكأنه يدفن نفايات وليس بشر؛ دون اي استحضار لكرامة البشر او لهيبة الموت، دون ذكر الله ولا ترحم ولا أي شيء، مجرد جثث يتم التخلص منها في حفرة، وهؤلاء أفضل من غيرهم الذين يُتركون للكلاب.
دعك من الأخلاق؛ بالعقل، لقد خسرتم معركة الخرطوم فلماذا لا تخرجوا منها وتحقنوا دماء جنودكم. هذه معركة انتهت، فعلى الأقل استعدوا لمعركة قادمة، معركة حقيقية يكون لموتكم فيها معنى على الأقل بدلاً من هذا الموت التافه.
حليم عباس