يا ترى هل سيتذكر كبير مدلسي الدعم السريع يوسف عزت ورفاقه نصر الدين عبدالباري ومحمد حسن التعايشي في مؤتمر الدعم السريع المنعقد غدا وبعد غد في توغو، منتحلا زورا وسم ملتقى تشاوري للقيادات الدارفورية، هل سيتذكرون عثمان مكاوي (ود الفور)، رجل من غمار الناس وابن نفس الاقليم الذي يتسمون به، اختار الجندية بالدرب العديل، واستشهد مقتولا برصاص المليشيا التي يأتمرون معها وهو يؤدي في واجبه الذي دربته عليه الدولة التي كانوا كلهم جزءا من نظامها -مثلهم وعثمان حتى وقت قريب؟!
هل سيبرر مدلس المليشيا الاكبر يوسف عزت في ورقته للقيادات الدارفورية -وهو يحاول استلاف التمثيل الاثني والجهوي لمليشيته الفاشية- الرصاصة التي اطلقتها مليشيته لتقتل ابن اقليمهم جراء حرب على مغانم سلطة سطا عليها برهان وحميدتي في ٢٥ اكتوبر ثم تصارعوا على مغانمها؟
هل سيبرر التعايشي في سرده تاريخي لتكوين الدولة السودانية ما الذي يجعل من حميدتي والذي هو صنيعة البشير لحماية نظامه (او كما اسماه حمايتي)، ممثلا للإقليم لإصلاح اختلالات دولة ٥٦ حتى ولو كان ثمن ذلك دماء عثمان مكاوي وخميس ابكر والقبور الجماعية للمساليت ؟ هل سيوضح كيف تكون اشنع مظاهر اختلال الدولة السودانية منذ ٥٦ والمتمثلة في مليشيات اوهام التفوق الاثني والصفاء العرقي أداة لإصلاح هذه الاختلالات ؟
هل سيقارن مولانا نصر الدين عبدالباري – وزير العدل في آخر حكومة شرعية- في ورقته عن نظم الإدارة والحكم بين طريق مدرسة الجندية النظامي العديل الذي سلكه ود الفور عثمان مكاوي وانتهى به جندي في سلاح المظلات وبين طريق جندية الخلاء والهمبتة الذي اتخذه حميدتي فانتهى به فريق اول يعزم على اصلاح دولة ٥٦ واحضار الديمقراطية ضر (او لعلها الدقلو-قراطية) ويقول لنا كيف يفضل قانونيا الثاني على الاول ؟!
هل يا ترى سيجدون في كل نثر وشعر ياسر عرمان عن ارث حركات التحرر الوطني الافريقية وتعقيدات الهامش والمركز ما يعينهم على تجميع هذه التناقضات ام انها محض هوامش غير مهمة؟ هل سيخطر هذا على بالهم او يرد في اوراقهم، ام انه سيكون محض احتفاء ومبايعة سياسية يستعينون بأبواق المليشيا والقطيع لتسويقها كيفما اتفق؟ وسيبقى السؤال الذي ظللت اطرحه في شأن المليشيا منذ ٢٠١٤، ماذا يمكنك ان تفعل بثلاثين قطعة من الفضة ؟!
“سودان تربيون”