دوّت أصوات انفجارات عنيفة شمالي مدينة أم درمان في السودان، وتصاعدت أعمدة دخان من وسط المدينة، فيما أسفرت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في دارفور عن مقتل 16 مدنيا.
وقال مراسل الجزيرة إن طائرات الجيش السوداني حلّقت منذ الصباح الباكر بكثافة، وقصفت أهدافا للدعم السريع في سماء مدن العاصمة السودانية (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان).
وردّت قوات الدعم السريع بإطلاق المضادات الأرضية، كما قصفت بالمدفعية مقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة وعددا من مواقع الجيش في وسط الخرطوم وجنوبي أم درمان.
وفي وقت سابق، قال مصدر عسكري للجزيرة إن مسيّرات للدعم السريع هاجمت أهدافا للجيش في حي الوادي، وأوقعت جرحى في صفوفه.
وأضاف المصدر أن الطائرات الحربية قصفت أهدافا للدعم السريع بضاحية “بري” شرقي الخرطوم، منتصف نهار اليوم.
عمليات للجيش
في غضون ذلك، قال الإعلام العسكري التابع للجيش إن قوات من الجيش نفذت عمليات عسكرية استهدفت تجمعات لقوات الدعم السريع في منطقة “جَبرة” جنوبي الخرطوم.
وأظهرت صور انتشار قوات الجيش في حي “جبرة”، الذي كان يوجد فيه منزل قائد الدعم السريع وأسرته قبل بداية العمليات العسكرية.
وفي نيالا عاصمة جنوب دارفور، قالت هيئة محامي دارفور إن 16 مدنيا قتلوا أمس الجمعة جراء تبادل القصف المدفعي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأكدت الهيئة أن سقوط القذائف على منازل المواطنين جراء تبادل القصف المدفعي، تسبب في وقوع قتلى وجرحى في حيي الوحدة وكرري.
وحذرت من دخول الولاية والمدينة في حالة فوضى شاملة، بعد إخلاء أحياء وسط مدينة نيالا ونزوح سكانها وتوسع المعارك.
وطبقا لشهود عيان، فقد شهدت مدينة الأبيّض مركز ولاية شمال كردفان اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، مما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض.
وصباح السبت، اتهم المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله -في بيان- قوات الدعم السريع بـ”تجنيد أطفال تتراوح أعمارهم بين 14 و15 سنة، في مخالفة للقانون الدولي الإنساني”.
وفي ولاية جنوب كردفان، قالت مصادر محلية للجزيرة إن قوات “الحركة الشعبية- شمال”، جناح عبد العزيز الحلو، واصلت هجومها لليوم التالي على منطقة “أم برمبيطة” غرب مدينة “الدلنج” بالولاية التي يسيطر عليها الجيش السوداني.
وتجدد القتال بضراوة صباح اليوم السبت، واستخدم الطرفان الأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى نزوح مئات المواطنين من المنطقة نحو مدينتي “أبو كرشولة” بجنوب كردفان، و”الرهد” بولاية شمال كردفان.
ويرى خبراء أن الجانبين المتحاربين يودّان توسيع ساحة المعركة. ورغم أنهما أبرما هدنات عدة خلال المفاوضات بمدينة جدة بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، لكنها لم تصمد طويلا، فيما يحاول كل من الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق أفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
وأسفرت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن مقتل 3900 شخص على الأقلّ، بحسب منظمة أكليد غير الحكومية، وتهجير أكثر من 3 ملايين شخص سواء داخل البلاد أو خارجها.
سكاي نيوز
الجزيرة