من المسلمات البديهية أن اللون الرمادي ما هو إلا الحديقة الخلفية للباطل في جدلية صراعه مع الحق. وقد ظهر ذلك جليا في حربنا الحالية. تنوعت أدواته: (لا للحرب.. الخاسر الوطن… الحرب العبثية…. الحياد… إلخ).
ولكن نسي الرماديون أن الحرب الحالية ليست تمرد فصيل. بل أكبر من ذلك بكثير. حرب غزو إفريقي. هدفها الدولة السودانية. أي عملية إحلال وإبدال (ديمغرافية بالباب).
لذا لم يكن أمام الدولة السودانية إلا الدفاع عن نفسها. وكسب معركة الكرامة مهما كان الثمن. ولله الحمد والمنة بدأت تباشير خريف النصر تظهر. ولكن تبقت أمام الدولة السودانية معركة (الحساب ولد) وهي متشعبة ومتداخلة بعضها مع بعض. سياسيا: لابد من معاقبة قحت الجناح السياسي للدعم الصريع ومشعلة نار الفتنة بحل أحزابها وعدم ممارسة العمل السياسي نهائيا. دبلوماسيا:
لابد من منازلة قوى البغي في ميادين المنظمات الإقليمية والدولية وتعريتها أمام العالم لدعمها لهذه الحرب. أمنيا: لابد من تطبيق القانون على جميع واجهات قحت التي كانت دليلا للدعم الصريع داخل الأحياء. وخلاصة الأمر إن سياسة (عفا الله عما سلف) المتبعة في الدولة السودانية منذ بواكير الاستقلال وإلى يومنا هذا. نتيجتها الحرب التي نعيش فصولها حاليا.
لذا يجب تطبيق مواد: القتل العمد والحرابة والإرهاب وتخريب الاقتصاد والتخابر مع الأجنبي… إلخ. على كل الرماديين. وإلا سوف يغطي الثوب الرمادي بياض الحق طال الزمن أو قصر. وتضيع ملامح الدولة السودانية تماما.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأربعاء ٢٠٢٣/٧/١٩