🔹 *مقدمة*
منذ اندلاع الحرب والى الان، مازال الدعم السريع يجد غطاءً سياسيا واعلاميا كبيرا. تمكن بموجبه من الحصول على مزيد من السلاح والجنود عسكريا، وتمكن أيضا من الحصول على مؤيدين ومبررين ومبشرين ومستشارين سياسيين وقد تبينت أخطأ مواقفهم وإتفضحت وصارت عبئا ثقيلا أخلاقيا وسياسيا وبعضها جنائي. تمثل هذا الغطاء في
أولا عدم تحميله المسؤولية عن كل الجرائم التي ظل يرتكبها على مدار الساعة طيلة ثلاثة أشهر. مما جعله وكأنه في مأمن من العقاب فتمادى في ارتكاب الجرائم.
ثانيا مساواته مع الجيش السوداني النظامي الذي يمثل مؤسسات الدولة. مما مسح عليه شيئا من المشروعية أثناء ارتكابه للجرائم.
ثالثا محاولات انقاذه عسكريا وسياسيا، برفع شعارات لا للحرب، ومفاوضات الهدن ال11 والوقوف على الحياد وإدانة الجريمة دون تحديد المجرم. مما أتاح له أن يتقوى بالسند المعنوي والمادي وكأنهم حلفائه.
🔹 *ماهي النتائج*
بسبب هذا الغطاء، تطاول أمد الحرب، وزاد عدد الضحايا وزادت صنوف الجرائم التي مارسها الدعم السريع وتنوعت، تحت غطاء كامل. نذكر منها:
١/ الهجوم على 63 بعثة ديبلوماسية دولية في السودان ونهب ممتلكاتها. احتلال اكثر من 46 مستشفى في ولاية الخرطوم وتحويلها الى ثكنات عسكرية ومنصات عسكرية. الهجوم على 6 سجون واطلاق سراح أكثر من 10 ألف سجين من كبار المجرمين وتجار المخدرات والمحكومين بالاعدام. حرق أكثر من 10 أسواق رئيسية كبيرة في ولاية الخرطوم، نهب أكثر من 80 بنكا وفرع، حرق المكتبات العامة، ودار الوثائق والمتاحف والمعامل، احتلال آلاف المنازل السكنية ونهب محتوياتها من الأموال والذهب والاثاثات. التهجير القسري لأكثر من 4 مليون مواطن من ولاية الخرطوم وحدها، الجرأة واللا مبالاة بالقوانين، بارتكاب الجرائم وتصويرها وتوثيقها وبثها واشاعة الخوف والهلع في المواطنين وارهابهم واذلالهم والسيطرة عليهم، مثل نشر فيديوهات اغتصاب الفتيات، واحتلال المنازل ودفن جثامين جنودهم داخلها … الخ.
٢/ نقل الدعم السريع الحرب من المعسكرات الحربية والمنشآت السيادية والسياسية، الى داخل الأحياء السكنية والمستشفيات والمرافق الخدمية. وحول منازل المواطنين الى مخازن سلاح والى ثكنات عسكرية والى مقابر يدفن فيها جثامين جنوده، مما جعلها لاحقا، هدفا عسكريا للطيران الحكومي بالسخوي والطائرات المسيرة والقذائف المدفعية.
🔹 *إدانة الدعم السريع بعد 3 أشهر من الغطاء السياسي وارتكاب الجرائم المستمرة*
بعد مضيئ ثلاثة أشهر، تمت إدانة الدعم السريع من كل من المؤسسات الاتية:
*أولا الدول والمنظمات الخارجية:*
أمريكا، بريطانيا ومجلس العموم، الأمين العام للأمم المتحدة، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، منظمة هيومان رايتس ووتش، منظمة أطباء بلا حدود، منظمة أطباء حول العالم… الخ.
*ثانيا: تقرير لجنة الرقابة الامريكية السعودية* في الفترة بين 15ابريل وحتى 10 يوليو)، يعتبر هذا التقرير أهم وثيقة لإدانة الدعم السريع وسوف يكون المرجع الأساسي. ذكر التقرير بوضح النقاط الاتية:
١/ الدعم السريع هو من بدأ الهجوم على الجيش في الخامس عشر من ابريل بغرض الاستحواذ على السلطة.
٢/ الدعم السريع متهم باعتداءات موسعة وممنهجة لتدمير ستة وعشرين مجتمعا في دارفور طوال فترة التقرير.
٣/ هجمات الدعم السريع ادت لتهجير ما يقارب ٦٦٨٠٠٠ مدني، تدمير البنية التحتية بما فيها المدارس والمستشفيات والاسواق والاتصالات والمياه والكهرباء واستهداف المنشآت الانسانية على امتداد منطقة دارفور.
٤/ تقارير متواترة عن عمليات قتل واحتجاز موسعة مارستها قوات الدعم السريع في المنطقة بما فيها استهداف ممنهج للرجال والاطفال الذكور.
٥/ تقديرات حالات الاغتصاب والعنف الجنسي الذي مارسته قوات الدعم السريع بالالاف.
٦/ الافعال الموثقة في هذا التقرير قد ترقى الى انتهاكات مواد عديدة في القانون الدولي واتفاقية جنيف وميثاق روما بما في ذلك جرائم الحرب والتطهير العرقي والابادة الجماعية.
*ثالثا الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني الوطنية*
تمت إدانة الدعم السريع من قبل كل الحزب الشيوعي، حزب الأمة جناح مبارك الفاضل، الحزب الاتحادي الأصل، حزب المؤتمر الوطني، الحركة الاسلامية، حزب دولة القانون، حركة تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبول، مجلس الكنائيس السودانية، زعماء كثير من القبائل والعمد والنظار … الخ.
*رابعا المواطنون وقادة الرأي*
على مدار الثلاثة أشهر الماضية، كتب معظم قادة الرأي بمختلف انتماءاتهم السياسية وخلفياتهم الايدلوجية ادانات شديدة اللهجة للدعم السريع على جرائمة. نذكر منهم: د. محمد هاشم عوض، الكاتب الروائي بركة ساكن، الصحفي محمد محمد خير، الصحفي د. مزمل ابوالقاسم، الصحفي عادل الباز، رئيس اتحاد الصحفيين الصادق الرزيقي، الصحفية سمية سيد، السياسية د. إشرافة سيد محمود، العميد معاش العتباني، العميد معاش محمد سراج … الخ.
🔹 *السقوط الأخلاقي والجنائي*
باكتمال ارتكابه لكل أنواع الجرائم وبالالاف، وباكتمال ادانته داخليا وخارجيا بصورة لم يسبق أن حُظيت بمثل هذا الاجماع من جميع الأطياف والدول والمنظمات والأحزاب والقيادات والمواطنين، يكون الدعم السريع قد سقط في شر اعماله، وقد خسر كل مكانته الأخلاقية وقد أوقع نفسه في قبضة القوانين المحلية والدولية لتقديمه الى المحاكم، ويكون جموع الشعب ضحايا له وشهودا على جرائمه الموثقة التي لا يختلف اثنان في توفير جميع اركان توثيقها واركان الشروط اللازمة لإثباتها عليه.
🔹 *شهادة الوفاة*
بعد كل هذه الإدانات الأخلاقية والجنائية، وبعد الهزيمة عسكريا على أرض الميدان، وكسر قوته المادية والعسكرية، فان استخراج شهادة الوفاة للدعم السريع، سوف تكتمل بتصنيفه كمنظمة ارهابية يمنع التعامل والتعاون والتعاطف معها قانونيا وجنائيا، بنظرية خيارين لا ثالث لهما: إما مع مؤسسات الدولة الشرعية أو مع الإرهاب. وباكتمال هذه الخطوة، فان الحرب تكون قد انتهت جدوى استمرارها، وأن الجهود قد توحدت وأن الصفوف قد انتظمت وأن النتيجة قد تحققت. ومن ثم تنتقل الحياة السياسية الى الخطوة التالية. التي يتم على ضوئها إعادة ترتيب موازين القوى السياسية والعسكرية بدون رافعة الدعم السريع.
بقلم د. محمد عثمان عوض الله
الأربعاء 19 يوليو 2023