تكوّن تحالف قوي الحرية والتغيير في مطلع العام ٢٠١٩ من خمس كيانات سياسية ومجتمعية أبرزها حزب الأمة القومي – جناح الصادق المهدي (برمة ناصر – لاحقاً) والتجمع الاتحادي (كيانات اتحادية صغيرة) والجبهة الثورية (الحزب الشيوعي السوداني ومجموعات بعثية والحركة الشعبية- شمال) ومجموعة نداء السودان (ويشمل حزب الأمة – الصادق/ برمة وحزب المؤتمر السوداني الخ) وبعض منظمات المجتمع المدني ..
شكّل هذا التحالف حكومة حمدوك الأولي عقب إنقلاب اللجنة الأمنية في أبريل ٢٠١٩ وكذلك حكومة حمدوك الثانية وتحوّل لكيان معارض بعد انقلاب البرهان الثاني في أكتوبر ٢٠٢١ ثم انشق عنه الحزب الشيوعى الذي كوّن قحت – التغيير الجذري.
ارتكب كيان الحرية والتغيير أحد الموبقات المهلكة العظمي في السياسة السودانية وذلك بتحالفه مع مليشيا الدعم السريع المتمردة علي الجيش السوداني ..
حيث شكّل ظهيراً سياسياً لها مبشّراً الشعب السوداني بالحرب بالإنابة عن المليشيا بما في ذلك المشاركة في العمليات العسكرية بالدعم الاستخباري والسياسي والإعلامي من غير أي إحساس بالذنب أو وخز ضمير وهم يرون المليشيا تبطش بالشعب السوداني وتصليه حمماً من قذائفها الصاروخية ورصاص منتسبيها الأوغاد الذين انتهكوا الحرمات والبيوت وهتكوا الأعراض ..
ويذكرني هذا الدعم السخي الذي قدمته قحت لمليشيا الدعم السريع بالحملة العسكرية التي شنتها الجبهة الوطنية (المكونة من حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي والإخوان المسلمين) علي الخرطوم من الصحراء الليبية وبدعم من العقيد القذافي في يوليو من العام ١٩٧٦ فسمّاها نظام النميري بالغزو الليبي الأجنبي وعرفت كذلك بغزوة المرتزقة ..
وبعد هذه الغزوة الفاشلة اضطرت أحزاب الجبهة الوطنية أن تتصالح مع نظام مايو في العام التالي .. بعد أن فقدت دعم الشعب السوداني عقب تلك المغامرة غير مأمونة العواقب.
أما قحت فقد حكمت علي نفسها بالموت الزؤام والواضح الجليّ الآن أن هذا التحالف الملعون قد لفظ أنفاسه الأخيرة ولا أري له أي مستقبل سياسي في المستقبل القريب بله أن يناور سياسياً باسم ثورة ديسمبر أو باسم الشعب السوداني.
فالشعب السوداني لن يقبل بين صفوفه من تحالف مع مليشيا الدعم السريع في حربها ضد الجيش .. وضدّ الشعب السوداني وسفكت الدماء وأزهقت الأرواح ونهبت الأموال وهتكت الأعراض ونهبت البنوك والسيارات واقتحمت منازل المواطنين واستعبدت نساءهم وأهانت رجالهم ..
لن يسمح الشعب السوداني لقحت بأن تقود الجهاز التنفيذي مرة أخري وربما لن يسمح لها بممارسة العمل السياسي من أصله ..
فتحالف الحرية والتغيير غير مؤتمن علي حياة الناس ومصالحها ولا علي سيادة السودان وسلامة أراضيهم فقد رأينا قياداتهم وقد أجليت بواسطة الأسطول الأمريكي والفرقاطات البريطانية والمروحيات الفرنسية ..
رأيناهم وجيشنا يخوض حربه المقدسة وهم يتآمرون عليه مع رؤساء دول الجوار الإفريقي ليفرضوا عليه حظراً جوياً وينزعوا سلاحه ويسكتوا مدافعه ..
ما فعلته قحت لا يؤهلها لأي ممارسة سياسية راشدة أو غير راشدة في مستقبل السودان .. فقحت فصل في تراجيديا قد أسدلت ستارته وسيرنو الشعب السوداني لمستقبل سعيد واعد من غير عملاء قحت وطوابيره ..
المجد والخلود لشهدائنا
الخزي والعار لمليشيا الجنجويد ولقحت ظهيرها السياسي وشريكها في العدوان علي شعب السودان ..
وناس الشجرة بسلموا عليكم ..
بابكر إسماعيل
١٨ /٧/ ٢٠٢٣