شرف الأمة السودانية ليس للبيع
نظل نؤكد بصورة قطعية مبدئية صارمة أن معركة الأمة السودانية مع الجنجويد هي معركة ما وراء صفرية. إن أي صورة من صور بقاء المليشيا السرطانية تعني ذهاب شعور الأمان في كل صوره عن المواطن السوداني، واستشعار استنكاف العيش في رقعة واحدة تجمعه مع قاتل محتل مغتصب لا ينتمي للجنس البشري في الأصل، وهو لا يزال يحمل ذات السلاح الذي احتل به الدور وهتك به الأعراض وأذل به الجباه الشامخة ومرغ به الأنوف الشم ،وابتذل كل معاني الحياة الفاضلة، بمعنى أن ما لم يبلغه جند الشيطان بسلاحهم يمكن أن يبلغه منا توقيع باسمنا وبالنيابة عنا، يجعلنا نزهد في وطننا مرتع وجداننا ، وموضع مولدنا ونشأتنا، ومسرح طفولتنا وصبانا، ومناط أحلامنا وآمالنا، ومستقر رفات من نحب ممن بوأنا بأيدينا اللحود، ومستعد مرقد أجسادنا بعد استيفاء آجالنا؛ وذاك أمر دونه خرط القتاد، وكأس علقم نموت ألف مرة ولا نتجرعه.
يأنف كل سوداني حر، وتأبى نخوته وكرامته أن تمتد يد باسمه لتصافح وتصالح هؤلاء الأوباش الأنجاس تحت مسمى رفع عناء الحرب عنه، فليس هنالك عناء أشد من ذهاب الكرامة. وليعلم الجميع أن الأمة السودانية ما اتخذت لنفسها جيشا وجعلته لها رمزا يحمل العبء ويحمي الأرض والعرض ، وتتداعى لنصرته إن دعى داعي الفداء بلا هوان إلا لمثل هذا اليوم، الذي لم ولن يمر على السودانيين ما هو أشد منه سوادا.
اللهم لا تبق من الجنجويد على شبر من أرض السودان ديارا، ولا تزدهم رب إلا تبارا، وأهلهكم كما أهلكت عادا وثمود، واستأصل شأفتهم واقطع دابرهم فلا يبقى لهم أثر ولا ذكر، ولا يُسمع لهم ركز دائما أبدا، واكفنا شرهم وشر من يناصرهم ويهاودهم بما شئت وكيف شئت، فإنا نبرأ إليك من الحول والقوة والتدبير. ونعاهدك إنا مجاهدوهم ومجالدوهم بكل ما أوتينا ما بقوا وبقينا، لا نستبقي في ذلك شيئاً، حتى تقضى بحكمتك وعلمك أمراً كان مفعولا.