يبدو أن قيمة البرهان عند الدعامة أكبر من قيمته عند بقية الشعب السوداني. بعبارة أخرى الدعامة يثقون بأن البرهان عدو لهم بأكثر مما يظن الآخرون بأنه كذلك (معليش اسلوب كتابة يشبه طريقة “عامر الحاج” لكن ما لقيت صياغة أسهل من كدا)،
حتى أن بعضهم قد يكون شعر بالارتياح بإشاعة القبض على البرهان (ولا شك أن المهووسين منهم قد فسروا الأمر بأن البرهان قد أنهى مهمته بنجاح ولذلك سلم نفسه). عموما، للضمان لو سقطت القيادة العامة كلنا سنشعر بخسارة أقل من تلك التي شعرنا بها عند سقوط معسكر الاحتياطي المركزي، بغض النظر عن الأهمية الفعلية للقيادة العامة.
معركة البرهان لإستعادة سمعته وثقة الشعب السوداني ربما تكون بالنسبة له أصعب من معركة تحرير الخرطوم.
حالياً أكبر خطر يواجهه البرهان يأتي من ناحية الشك في جديته في حسم المعركة، وذلك لأن الرأي العام السالب تجاه البرهان هو أكثر ما سيغري به المغامرون من داخل الجيش؛ شخص شعبيته في الحضيض اذا انقلبت عليه ستصبح بطلاً في اليوم التالي.
البرهان بحاجة إلى استعادة هيبته كقائد للجيش وإنقاذ سمعته، فهذا أهم من الكرسي الذي لن يغني عنه شيئاً بدون هيبة وكاريزما.
حليم عباس