هذا فلول، وهذا أردول، وهذا اعتصام موز وهذا ترك وكأن السودان قد كُتب باسمهم

حتى يوم 15 أبريل كانوا يرفضون الحوار الشامل ويصرون على على احتكار العملية السياسية وممارسة الوصاية على الآخرين؛ هذا فلول، وهذا أردول، وهذا اعتصام موز وهذا ترك وكأن السودان قد كُتب باسمهم. كانوا يسمون توسيع الحوار ليشمل الجميع ب”إغراق العملية السياسية”. بعد فشل انقلابهم وفشل الحرب اكتشفوا فجأة أن الحوار هو الحل!

ما الجديد في دعوة العساكر لحوار شامل؟ هذا ما ظلوا ينادون به منذ ما قبل 25 اكتوبر. ربما الجديد هذه المرة هو اختفاء عبارة “ما عدا المؤتمر الوطني”.

المهم، الحوار بعد سحق المليشيا أو استسلامها إن شاء الله. وهو حوار شامل بإرادة وطنية خالصة، بدون فولكر وبدون سفراء وسفارات أجنبية.


هذا هو الكباشي: القوى الموقعة على الإطاري ليست كافية… ما ممكن تجيب لينا دستور كاتبينه تسعة أنفار تقول نحمي ليك. لا جديد في كلامه عن الحوار الشامل. الفرق فقط هو أن القحاتة لم يكونوا يسمعون حينها، كانوا يقولون الإطاري أو الحرب ويعتقدون أن حميدتي سيوصلهم إلى السلطة.

غالباً بكون برهان قال لكباشي عليك الله أطلع قول نحن منفتحون على الحوار ومع حوار شامل وتشكيل حكومة مدنية. لأنو لو أنا قلت الكلام دا ح ياكلوني عديل البلابسة ديل، لكن إنت بثقو فيك.

علي أي حال كلام كباشي ما كعب، المهم التفاصيل. لا مجال لعودة المليشيا للحياة مجدداً ولا مجال لعودة القحاتة مرة أخرى للسلطة باسم الثورة أو بغيره. تنهي المليشيا تمردها وتخضع للجيش وتستعد للمحاسبة؛ إن شاء الشعب غفر لها وإن شاء عاقبها، هذا ما ينهي الحرب.

ولكن لن يستطيع الجيش بعث الروح من جديد في آل دقلو ولو أراد ذلك، كما أنه لن يستطيع أن يسمح للمليشيا بالبقاء في مواقعها بما في ذلك الأحياء السكنية ولو أراد ذلك، ولا يستطيع إعادة القحاتة لقيادة المشهد ولو أراد ذلك. لقد تغير الواقع بعد هذه الحرب بشكل جذري، ومن المستحيل أن يعود للوراء.

حليم عباس

Exit mobile version