ضاقت الدنيا وما شالنا الا أرضية المطبخ .. كنا بنشوف الموت ونسمع صوته

قصتنا ما حتكون مختلفة عن قصتكم .. هكذا بدأت الأستاذة “إيثار التاي” تحكي قصتها مع الحرب في الأيام الأولى، قبل أن تغادر مناطق الاشتباكات.
تواصل الأستاذة إيثار: بس البيختلف فينا كلنا إن كل زول اتعلم شنو من الحصل، في البوستين الاخيرات عن الحرب اتكلمت عن ثقتك في نفسك تعتمد علي تفكيرك، وعن دلاهة مفهوم العنصرية في الوطن.
وأضافت “إيثار” بحسب رصد محرر “كوش نيوز“، الليلة عاوزة أحكي عن اول اسبوع في الحرب، واتعلمت منه شنو، وانه هو الاصعب والصور والاصوات ما بتطلع من الذاكرة بالسهولة المتوقعنها، وانه مرحلة الصدمة مرحلة طبيعية، كلنا قلنه اااه اشتباك وحينتهي وما انتهى.

١٥ ابريل ٢٠٢٣م، زي ما كلنا سمعنا الضربة الاولى، صحتنا من النوم اول ٤ خطوات عملتهم قبل ما افهم الحاصل:
١. تأكدت أولادي كويسين.
٢. جريت صحيت اختي وزوجها اتاكدت انهم كويسين.
٣. نزلت اتاكدت الوالد والوالده كويسين.
٤. فتحت فايسبوك افهم الحاصل شنو.

نفس الخطوات حتكون اتكررت عند ناس كتيرة، بس دي هي نفس ترتيب الأولويات في حياتنا، ناس بيتنا، ثم الاخبار عشان نتطمن على نفسنا ولا نستهين بوسائل التواصل الاجتماعي.
وبعدها نزلنا كلنا اخر نقطه في البيت الوسيع، ضاقت الدنيا وما شالنا الا ارضية المطبخ بس كانت الآمنة على الاطلاق لانها جامعه الاحباب.
كيف بنقضي ٢٤ ساعه لمدة الاسبوع الاول، وكان الاصعب بعد صلاة التهجد والفجر ونهاية التعبد وبداية صوت الطيارات…. بس الاجمل كنا بنعبد بعض ونتطمن اننا موجودين كلنا…… رغم هول الوضع لكن ما قلنا نفسي نفسي فاتعلمت ندعي ربنا يحفظنا من يوم لا ينفع مال ولا بنون ويكون الجميع فيه يردد نفسي نفسي.

الفترة دي اتعلمت حاجة مهمة جدا، انه مافي أسرع من زوال الدنيا وبدون استئذان، فليه بنعقدها علي روحنا وعلي بعض، اتعلمت ان الحال في لمحة بصر واسرع من صوت اول رصاصة ممكن يتقلب، فليه الخوف علي مستقبل نحن اصلا ممكن نكون ما جزء منه. اتعلمت ان مافي شي حيحصل الا الكاتبو ربنا والقدر حيجيك لو مهما حصل.

كنا بنشوف الموت، ونسمع صوته ونشم ريحته يوميا بس ربنا اراد ان نعيش ونتعلم، وقررنا نطلع من الخرطوم….
وده بحكي فيه اتعلمنا شنو منه في البوست الجاي.
العاوزة اقولو ( دوام الحال من المحال ) فلا تفكر في الجاي لا خطط بهدوء، ولا تندم علي الفات لا اتعلم منه، وما تجامل في روحك.
ملحوظة: لمن يبدا الضرب بندي العيال اي شيء ممكن يشغلهم عن الاصوات والهلع والحمد لله علي نعمة التكنولوجيا.

إيثار صلاح التاي
اختصاصي في الصحة والإرشاد النفسي

Exit mobile version