الدعم السريع عبارة عن مشكلة عسكرية وليست سياسية؛ مشكلة نتجت عن الإطاحة بالبشير، القائد العام الذي تتبع له هذه القوة، لتصبح بلا قائد عام، قوة موازية للجيش. فما حدث هو أن المنظومة العسكرية في الدولة أصبحت بدون رأس.
الحرب عبارة عن مشكلة مؤجلة كانت ستحدث حتماً، لا يمكن وجود جيشين في بلد واحد، ولا يُمكن دمج الجيشيين عبر الوسائل السياسية السلمية خصوصاً في ظل صراع على الهيمنة على الدولة.
هذا هو جوهر الصراع. ولكن في كل صراع لابد من غطاء شرعي أخلاقي ولذلك اختار قائد الدعم السريع شعارات ديسمبر الزائفة وأيضاً حاولت المليشيا عبر إعلامها ومستشاريها توظيف خطاب المركز-الهامش لحشد التأييد من قوى الهامش وأيضاً لتبرير الحرب.
الدعم السريع ليس حزباً سياسياً ولا هو حركة مسلحة، هو عبارة عن قوة كانت جزءاً من المنظومة العسكرية في البلد، وتمردت كنتيجة حتمية للصراع حول السلطة. ولذلك يجب أن تبقى مشكلة الدعم السريع ضمن هذا النطاق؛ مشكلة عسكرية وحلها حل عسكري لا مجال معه لإقحام أي أجندة سياسية.
تحالف أحراب قحت مع المليشيا المتمردة لا يحول تمردها العسكري إلى قضية سياسية ولا ينبغي له؛ مليشيا يسعى قائدها للسلطة وتستخدم الديمقراطية كدعاية سمجة ومفضوحة، وهي تتصرف كمليشيا عسكرية بلا أدنى مسئولية أو حس سياسي أو أخلاقي والدليل جرائمها المستمرة بحق المواطنين الأبرياء؛ فهي لا تصلح لأي شيء سوى القتل والإجرام.
والشعب السوداني لا ينظر إلى الدعم السريع إلا كمليشيا متمردة تحارب الجيش والمواطن على السواء؛ تنهب وتقتل وتغتصب وتطرد الناس من بيوتهم وتهجرهم؛ مليشيا إجرامية تماماً ولن يتعامل معها إلا على هذا الأساس.
حليم عباس