الخبر حاليا هو إيداع الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم دار العجزة والمسنين في لندن … هذا الخبر أن صح فإنه يؤكد أن الحزب الشيوعي السوداني يجب أن يراجع منهجه واسمه وميثاقه الأساسي وكل شيء وليس فقط أن يراجع علاقته بالأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم …!
كما أن الخبر يعني أن منهج الحزب الموجود حاليا يمكن أن يساهم في إيداع السودان “ذاته” دار العجزة والمسنين وليس فاطمة أحمد إبراهيم وحدها … ودونكم جنوب السودان الذي كتبت الصحف الأمريكية مطالبة بوضعه تحت الوصاية الدولية التي تقودها أمريكا … أي مجموعة من “الدول الكومبارس” ومعها امريكا تضح جنوب السودان تحت الوصاية وكتبنا حينها عن الموضوع وحتى لا يكون حديثنا بعيدا عن الواقع نعيد فقرات المقال وتعليقنا السابق عليها في النصف الثاني من هذا العمود.
ليس بعيدا أن يوالي الحزب الشيوعي خطواته في نسف الحوار بين المؤتمر الوطني والأحزاب وليس بعيدا أن يصور للعالم وبالذات المعسكر الغربي ومنظماته أن ما يحدث في السودان هو إلتقاء إسلاميين وأصوليين وطائفيين وأن المجتمع الدولي عليه الاستمرار في حصار السودان ومعاقبته. وليس بعيدا أن ينجح ويكون الخيار الوحيد المقبول لدى الدول الغربية هو الجبهة الثورية وليس قطاع الشمال وحده وليس مفاوضات أديس و…
وعندها يحدث في شمال السودان ما حدث في جنوب السودان … وعندها يتخلى الحزب عن السودان مثلما عن تخلي عن رمزه التاريخي فاطمة احمد إبراهيم. ولذلك يجب بكل صراحة ووضوح ألا نقرأ الخبر بمعزل عن موقف الحزب السلبي تجاه أي انفراج سياسي لا يشمل مغادرة الإسلاميين والأحزاب الوطنية التاريخية التي يعتبرها “سودانا قديما” للمشهد السياسي بأسره.
المقال الأمريكي بعنوان:
It Needs to Be Put Under U.S.-Led Trusteeship
Only the United States has the moral authority and the tactical resources to administer South Sudan for the multiyear period required to build a political culture that will yield stable and authentic self-determination
يتحدث كاتب المقال عن ضرورة وضع جنوب السودان تحت الوصاية لمدة سنين متعددة من الإدارة حتى يتم بناء ثقافة سياسية لجنوب السودان … وهذا يعني إعادة جنوب السودان للحاضنة الأمريكية علنا ودون مناورة وإعلان أن مجلس الوصاية هو المسئول سياسيا عن جنوب السودان. ليس هذا وحسب فالمقال يشمل في هذه الفقرة البوليس الأمريكي والجيش الأمريكي:
Having helped to break Sudan, the U.S. government and its citizens should welcome the opportunity to help own the problems of this fledging land. By moving quickly to assume basic services, including the functions of the police and military, the United States can stabilize South Sudan, end the worst forms of human suffering in the country, and begin the process of both building an indigenous and genuine political democracy, while at same tie helping to connect South Sudan to its more prosperous neighbors
وطبعا لم ينس الكاتب في هذه الفقرة أن يقول … وهذا كله من اجل حقوق الإنسان ويجب على المواطنين الأمريكان اغتنام هذه الفرصة في مساعدة شعب الجنوب الذي يحتاجهم و…
[/JUSTIFY]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني