الجار …الجيران …كتلة الخرطوم 15 أبريل 2023م ..
تخارج .. إتخارج .. فهو يعرد !!
امس الجمعة الإمام خطب خطبة جميلة قال إن من دروس هذه المحنة أنها نبهت الناس من جديد إلى أهمية الجار والجيرة فكم من جار صار مستأمنا على بيوت الجيران وكم من أسر تشتت شملها فلم يجد من تبقى منهم سوى الجيران يتفقدونهم ويتابعون حالهم ،
واستشهد بأحاديث نبوية تحض على الاهتمام بالجار وحقوق الجيرة (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) وقرأ في الصلاة آية الجار ذي القربى والجار…، والمثل عندنا نحن أهل الشريط النيلي الطيبين المساكين .. جارك القريب ولا ود امك البعيد.
قابلت أحد سكان أحياء الخرطوم التي نطلق عليها الأحياء الراقية ممن حضر لحي أم درماني ، كان يحكي مندهشا مما وجده هنا من تفقد وتعاضد ، وأردف قائلا وهو يضحك : أنا غايتو قررت استقر هنا … ما راجع !!
في حي أم درماني ثلاث شباب إخوة لا شيئ يجبرهم على الصمود والبقاء سوى إصرار جارتيهم الشقيقتين الكبيرتين في السن على البقاء وعدم المغادرة.
عرضوا عليهن مرارا وتكرارا مرافقتهم لمقر خارج أم درمان ولكنها قوة راس الناس الكبار ، يرددون .. من بيتي للبكري … من هنا لحمد النيل ، وما علموا أن الأزقة وساحات المدارس صارت مقابر.
قال لي أحد هؤلاء الشباب : يا عم كمال ، نحن ما قادرين نتخارج إلا بسبب فلانة وعلانة ديل ، ديل ما جارات بس ، ديل ربونا من نحن أطفال ، نفوت نخليهم كيف ؟
أحيل لك السؤال عزيزي القارئ : لو كنت مكانهم .. هل كنت صمدت مراعاة للجارات الكبيرات الوحيدات وللا كنت إتخارجت ؟ أو عردت ؟!
#كمال_حامد 👓