محمد عثمان إبراهيم: عن الحركيين السودانيين

حين كانت فرنسا تستعمر الجزائر انضم لقواتها عشرات الآلاف من المواطنين الذين قاموا بالتجسس على المقاومين الوطنيين واعتقلوهم وعذبوهم بوحشية وقتلوهم وفق تعليمات المستعمر الأجنبي.

بعد سنوات انتصرت إرادة الشعب الجزائري وحقق الاستقلال فلم يجد عملاء الاستعمار وجواسيسه و #الطابور_الخامس بداً من الهروب مع الفرنسيين إلى فرنسا.

هناك عاد كل جندي فرنسي إلى وحدته في الجيش وعمله وأسرته، أما العملاء فلم تكن فرنسا مستعدة بأي خطة لإيوائهم وفوجئت السلطات بعددهم الكبير .

تم وضع هؤلاء في معسكرات إيواء أعدت على عجل وتمت إحاطتها بالأسلاك الشائكة وبقي هؤلاء فيها لسنوات قبل أن يسمح لهم بالعيش في أطراف المدن في مساكن تفتقر لأبسط مقومات الحياة وهي التي يعيشون فيها الآن مع أبنائهم وأحفادهم دون حقوق ودون كرامة ودون فرصة للعودة إلى الوطن الأم.

يسمى هؤلاء في الثقافة الفرانكو-جزائرية بالحركيين بفتح الحاء وسكون الراء ومفردها حَركي Harki.
أتمنى من الحركيين السودانيين الموجودين الآن في كمبالا أن يتعظوا من تلك التجربة وأن يصححوا مواقفهم حتى لا يضطروا هم وأبنائهم وأحفادهم للعيش في مراكز إيواء محاطة بالأسلاك الشائكة ولكل عصر مراكز إيوائه.

لأخذ العبر يمكنهم زيارة بعض أحياء الحركيين في المدن الفرنسية لكن عليهم تأمين أنفسهم جيداً فالشرطة نفسها لا تستطيع حمايتهم هناك.

(الصور لحركيين أيام خدمتهم في الجيش الإستعماري وفي مراكز الإيواء التي أعدت لهم لاحقاً في فرنسا)
محمد عثمان إبراهيم

Exit mobile version