تشكل دعوة زعماء أكبر 7 قبائل عربية في إقليم دارفور، غرب السودان، لأفراد قبائلهم إلى الانضمام لقوات الدعم السريع، منعطفا قد يرفع بشدة منسوب العنف خلال الحرب الدائرة إن تمت الاستجابة لدعوتهم.
جاءت دعوة الزعماء في مقطع فيديو، يظهرون فيه، وهم يطالبون كذلك المتواجدين في صفوف الجيش لتركه، والانتقال للمعسكر الآخر؛ ما يهدد بتقسيم الجيش وإشعال حرب أهلية واسعة، وفق تحذيرات باحثين سياسيين سودانيين.
يتكون إقليم دارفور من قبائل عربية وأخرى غير عربية، أشهرها المساليت، توجد بينهم معارك وثارات قديمة تتجدد كلما ضعفت مؤسسات الدولة المركزية، وأكبرها الحرب الواسعة التي أحرقت الإقليم في عام 2003.
ومع نشوب الصراع المسلح بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حمديتي)، 15 أبريل الماضي، تفرَّق تأييد القبائل بين هذا وذاك وفق حسابات عرقية ومصالح قبلية ومناطقية.
ورغم أن الصراع كان محصورا في البداية في العاصمة الخرطوم، إلا أنه مع طول أمده امتدت نيرانه إلى دارفور، وخاصة في مدينة الجنينة ونيالا، وسط تبادل اتهامات بين القبائل عربية وغير عربية بارتكاب جرائم وانتهاكات ضد بعضها.
وفي يونيو، دعا حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إلى إجراء تحقيق دولي في “القوة المفرطة” التي تم استخدامها ضد السكان في عدة مناطق، بما في ذلك الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور.
وحذر في مقطع فيديو، من أن “ما يحدث في دارفور الآن لا يقل عما حدث في عام 2003″، مشيرا لوقوع جرائم قتل واغتصاب ونهب وحرق للممتلكات واغتيالات لقادة المنطقة، منهم والي غرب دارفور.
تخطيط على مدى بعيد
المحلل السياسي السوادني، وائل علي، يستخلص من فيديو القبائل العربية المنتشر أن “هناك أطراف داخل الدعم السريع تخطط على المدى الواسع، رغم أنه لم يتم حسم المعارك في الخرطوم بعد”.
إلا أنه يتوقع أن الجيش “ستتصدى لتلك المؤامرات الكبرى، ويحاول الحفاظ على الأمن القومي”.
من جانبه، يهون الكاتب والمحلل السياسي السوداني، محمد إلياس، من شأن بيان القبائل العربية، قائلا إنه “لا يوجد به أي خطورة، وهو فقط في إطار الحشد بين الطرفين، الدعم السريع والجيش السوداني”.
كما يتصور أن البيان “يستهدف الحرب النفسية”، لكنه في نفس الوقت، حذر من أنه إذا استخدم الجيش أو الدعم السريع الأدوات القبلية في الصراع سيتطور إلى حرب أهلية.
وسبق أن حذر “حمديتي” في تسجيل صوتي، أواخر يونيو، من “إشعال حرب أهلية” في دارفور، متهما بدوره ما وصفها بـ”أجهزة الفلول” بالوقوف وراء ذلك.
معارك الجنينة ومشروع دولة
تشهد مدينة الجنينة في دارفور منذ اندلاع الحرب في السودان اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إضافة إلى مواجهات على خلفية قبلية.
وأدت أعمال العنف والاقتتال في المدينة إلى مقتل المئات وجرح الآلاف منذ شهرين.
ويصف محمد الياس الوضع بأنه “مضطرب، وبه صراع قبلي وعمليات نزوح إلى ولايات أخرى”.
ويتوقع وائل علي أنه في حالة عدم حصول الدعم السريع على السلطة كاملة سيتم الذهاب إلى تأسيس دولة تضم مناطق العرب في دارفور.
وينتقد الباحث السوداني ما وصفه بـ”التباطؤ الدولي” في التعامل مع أحداث الجنينة، حتى بعد أن تم تهجير مدينة كاملة ونزوح عشرات الآلاف، حسب قوله، مضيفا أنه “ربما يكون هناك موافقة دولية على هذا المخطط”.
سكاي نيوز