رأي ومقالات

ابشر الماحي: لم يعد الصمت ممكنا !!!!

ان ازمتنا الممنهجة بدأت من لدن تصميم شعار (تسقط بس) !! فلما كانت الثورات عبر التاريخ تنهض من اول يوم ببرنامج اعمار وبناء، في المقابل لم تكن ثورة (ديسمبر المجيدة) سوي اداة للتدمير والتخريب والتتريس والتعطيل والاضطرابات والتوقف عن العمل والمنتوجات !!

فالثورة التي يفترض انها نهضت للاعمار بدأت مسيرتها بتحطيم ارصفة المدينة واعمدة الانارة واحراق اللساتك /والمجد للسانك/ حتي اصبحت الخرطوم عبارة عن كوشة كبيرة ينبعث منها الدخان !!

علي ان الثورة التي يفترض انها نهضت لمضاعفة العمل والانتاج، قد استهلت عهدها بالتتريس وتعطيل الحركة والعمل والانتاج !!

فالثورة التي يفترض انها نهضت من أجل قضايا الشباب، عطلت الدراسة وجعلت الطالب يراوح في فصل واحد لمدة اربعة سنوات كانت تكفي لتأهيله !!

ان الثورة التي اندلعت شرارتها لأول مرة من امام مخبز بمدينة عطبرة، قفزت رغيفتها من جنيه الي ستين جنيها، ودولارها قفز هو الاخر من ستين جنيها الي ستمائة جنيها !!

وعن خراب وتدهور الخدمات الأمنية والصحية والحياتية والمادية والمعتوية فحدث ولا حرج !!!

غير ان أصعب ضربة اهتز لها كيان الدولة السودانية كانت ضد الاجهزة الأمنية، فضربت مؤسسة الشرطة ضربة لم تقف منها حتي الان، وذلك لدرجة هتاف (كنداكا جا بوليس جري) !!

وجهاز الامن والمخابرات في ظل الثورة اصبح مجرد (جهاز لجمع النفايات) !! فاستبيحت البلاد من قبل أجهزة المخابرات الاجنبية والسفارات والمنظمات !!

وضربت قوات الشعب المسلحة في اعز ماتملك من معنويات (معليش معليش ماعندنا جيش) !! وحلت هيئة العمليات التي كانت تضم 35 الف مقاتل اكثر شبابا وحماسا وتدريبا من قوات الدعم السريع !! وسلمت مواقعها الاستاراتيجية الحصينة الي قوات الدعم السريع !!

ثم خرجت (اللستات) من مدني الثورة وعسكريها/كل بلستته/ لاحالة اكفأ الخبرات العسكرية والامنية للصالح العام !!

باختصار شديد، فمن فرط عمليات الاتهاك والتحطيم لمقومات الدولة السودانية ومقدراتها المدنية والعسكرية، يخيل اليك ان هنالك عملا ممنهجا ومخدوما لتحطيم الدولة السودانية ليس الا !!

غير انهم لم يذهبوا لاشعال الحرب الا عندما تأكدوا تماما، بان الدولة السودانية اصبحت من الانهاك والخراب والضعف مالا يؤهلها لمقاومة اي عمليات تغيير جذري ،(الثورة الشعبية المسلحة) او تذكرينها!!

ومن ثم وجدوا ضالتهم في طموحات ال دقلو ، وحماسة دول الاقليم لاعادة رسم خريطة الدولة السودانية وفقا لمطلوبات الصهيونية العالمية !!

مخرج .. نعم لم يعد الصمت ممكنا.. ففي البدء كان (المكون المدني) الذي اختطف ثورة الشباب واشاع ثقافة المقاومة والدمار، وفي الختم ايضا كان المكون الاطاري المدني، الذي وضع البلاد بين خيارين اثنين التوقيع علي مشروعهم السياسي او الحريق !! والان ذات المكون المدني يتوعدنا من يوغندا وبذات (الاسلحة الاجنبية) !!

فيفترض “والحال هذه” ان يكون هولاء في الدرك الاسفل من السؤال والعقاب ..
وليس هذا كلما هناك

ابشر الماحي الصائم